نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 274
حتى يتقوض[1]، لكانت الصورة تبطل. ثم إن
أخذ فى إعادة[2]لبنة لبنة على ذلك النظم بعينه، تكون الصورة قد حدثت و تكون صورة أخرى
بالنوع، حتى لو لم يشاهد الانتقاص[3]المستمر
زمانا إلى أن يرد إلى العمارة، لكان مشاهد الصورة الحادثة[4]يظن أنها هى الصورة الأولى، و إن كانت أخرى، و كذلك إن لم يهمل[5]العمارة إلى الانتقاص[6]، بل لم يزل المسترم يرم، ظن
أن الثانية هى الأولى من غير حدوث أمر فهذا القول منهم غير صحيح البتة، اللهم[7]إلا أن يكون فى جملة الأعراض عرض من شأنه أن ينتقل من موضوع إلى
موضوع، أو ينتقل إليه موضوع بعد موضوع، كما عسى أن يظن من أمر الضوء و الظلمة. فإن
المضيء و المظلم إذا انتقلا، انتقلا[8]فى
ظاهر الأمر معه، و إذا انتقل القابل و سكن المضيء أو المظلم[9]، انتقلا فى القابل.
لكن يشبه أن لا يكون الضوء و الظلمة أو الظل[10]فى الماء السائل، واحدا بعينه بالشخص، إذ كان الضوء الواقع هو صفة أو
حال[11]لقابل[12]غير[13]فاعل، فإذا استحال القابل لم تبق صفته فإن استحال القابل مطلقا لم
تبق الصفة و الحال مطلقة، و إذا استحال هذا القابل لم تبق هذه الصفة و هذه الحال،
و إذا لم تبق هذه الصفة و هذه الحال لم يكن الباقى ثابتا بالشخص، بل يكون كل آن
شخصا آخر من جملة نوع مستحفظ على الاتصال. و هذا كما يعرض للسيال مع الساكن من أمر
الموازاة و المحاذاة، فإنه ليس إذا كان لا يزال يوجد فى السائل جزء مواز بعد جزء
أو محاذ، يلزم[14]من ذلك أن الموازاة التي فى السائل تكون محفوظة بالشخص. كذلك ما يتبع
الموازاة و المحاذاة من إضاءة و إظلام[15]، إلا أن الحس إذا شاهد فى
كل وقت ضوءا كالذى كان حسب[16]ذلك
شيئا واحدا بعينه واهنا[17]، كالحال فى بيت مظلم متحرك
الهواء. فإنا نعلم أن الهواء الذي فيه إذا تحرك، تحرك[18]فيه[19]ظلمته فتكون الظلمة متحركة و منتقلة بالعرض. لكن إذا كان إنما يعقبها
مثلها، لم يحس به. و كذلك لو كان[20]بدل
الظلمة حمرة، و كان لا يحس بالحركة من جهة اللمس أو غيره، فإن البصر لا يدل حينئذ
على حركة[21]البتة، و يحسب أن كل ما يلقاه من الحمرة كل وقت هى الأولى و يكون
غيرها لأنها فى جزء غير[22]، بل لو اتفق أن كان نهر[23]غير مختلف[24]الشطوط
بارتفاع