نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 273
وجهين[1]. و قد أجاب بعضهم عن هذا بأن قال: إن مثل الحركة فى أنها قد تعدم منها
أشياء، و تكون الصورة مع عدم تلك الأشياء محفوظة، هو مثل صورة البيت التي تستحفظ
واحدة بعينها، مع نقص[2]لبنة
لبنة، و سد الخلل الواقع عند النقص[3]بما
يقوم مقامها، فتكون الصورة واحدة بالعدد، و إن استحفظت بمواد متعاقبة، و كذلك صورة
كل شخص من النبات و الحيوان. و كذلك تبقى الملكات النفسانية محفوظة[4]واحدة بعينها، مع التحلل و الاستبدال[5]و تغير المزاج و إنما تبطل الانفعالات و تتجدد، و كذلك صورة الظل
تبقى واحدة بعينها[6]فى النهر الجارى المتغير المادة.
قال[7]: لأن مبدأ الفيض و هو البارى تعالى واحد، و الصورة و هو[8]الفيض الصادر واحد[9]، بالقياس إلى صدوره عنه.
فما دامت المادة فى حد القبول، و لو بالتعاقب، كانت تلك الصورة هى بعينها مستحفظة.
و ليس يعجبنى أمثال هذه الأجوبة، و لا يصح عندى أن يكون للكائنات
الفاسدة[10]صورة ثابتة لا تستحيل البتة[11]، اللهم إلا أن يقضى بثبات
أجزاء وجدت فى الكائنات من أول الكون، محفوظة إلى وقت الفساد لا تفارق و لا تبطل،
و تكون مقارنة لصورة واحدة أو قوة واحدة[12][13]، تلك الصورة أو القوة[14]تستحفظ التحلل الواقع فى سائر[15]تلك الأجزاء و تسد[16]مسده
بما تورده من البدل.
و نقول: إنه ليس يكفى فى ثبات الفيض واحدا كون مبدئه المفيض واحدا،
فإن المبدأ المفيض الواحد[17]إذا
أفاض على أشياء كثيرة، كان[18]الفيض
يتكثر[19]بتكثرها[20]، سواء كانت متكثرة حاصلة فى
زمان واحد، أو كانت[21]متعاقبة التكثر. فإنه يعلم يقينا أن الصورة القائمة فى اللبنة
الثابتة[22]من التركيب، و الصورة الإضافية التي لها بعينها إلى اللبن الموجود،
ليست هى[23]بعينها ما كان يقوم باللبنة الأولى المنتزعة، و يعرض لها بعينها من
الإضافة إذا كانت هذه الأحوال لا تنتقل من موادها، بل تفسد أشخاصها بفساد أشخاص
حواملها. فإذا كان كذلك لم تكن صورة اللبنة الآن هى بعينها التي كانت قبل، بل تكون
شبيهة بتلك، تسد مسدها. فكما أنه لو لم يتدارك النوع بالالتئام[24]