نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 269
فإنه[1]أيضا اختلاف فى أمور خارجة عن ماهية الحركة و إن كان لازما[2]. فهذه[3]هى الشكوك التي يظن أنها تسبق إلى الذهن.
و أما[4]نحن فنقول: إن هذه الشكوك لا تعرض فى غير النقلة، فإنه لا يعرض فى
مثل الحركات التي فى الكيف:
و الحركات التي فى الكم[5]، و غير ذلك. فإن التسود
معلوم من حاله عند كل أحد أنه مخالف للتبيض بالنوع، لأجل مخالفة ما إليه[6]، و ما عنه، و إن كان الطريق
كأنه واحد و مسلوك فى كل بالعكس من الآخر. و كذلك[7]التصفر إلى التحمر إلى التسود، مخالف للتخضر إلى النيلية إلى التسود
فى النوع، و إن كان فى[8]حال
المبدأ و المنتهى واحدا إنما[9]يشكل
هذا فى أمر النقلة، و يقتضى أن لا تكون النقلة جنسا. بل تكون نوعا فقط، و يكون
النزول يخالف[10]للصعود بأعراض تحت نوع واحد، كما يخالف الكاتب الأمى. و إنه كما فى
الإنسان مأخوذ فى حد الكاتب و الأمى، و محمول عليهما، و ليس جنسا لهما، بل موضوع،
كذلك النقلة محمولة على ذلك الوجه على النزول و الصعود، فكان[11]أصل الموضوع فى النزول هو[12]حركة
مستقيمة من مبدأ إلى منتهى، و يتم بذلك كونه حركة[13]. لكن عرض لهذا المبدأ أن كان فوق، فعرض للحركة أن صارت نزولا. و كذلك
الحال فى التشكل[14]الأول مثلا إنه عرض أن كانت النقلة تارة فى مستقيم[15]و تارة فى مستدير[16]، فإن الحركة ليست تتحقق[17]حركة بما يعرض لها من طول ما تتحرك فيه كالمسافة المستديرة، و قصره
كالمستقيمة، حتى تختلف بذلك[18]ماهيتا
حركتين اختلافا منوعا.
فهذه هى الظنون التي يمكن أن تظن[19]فى هذا الباب، فيجب أن نحلها، و يلزمنا[20]أولا أن نبين أن النقلة جنس و أن الأمر ليس على هذه الصورة. فنقول:
إن الخط المستقيم بالحقيقة و المستدير، لا يصح أن يستحيل[21]أحدهما إلى الآخر فى الوجود و ذلك لأن هوية[22]الخط فى الوجود أن يكون طرف السطح، و هوية السطح أن يكون طرف الجسم،
فما لم يعرض للجسم زوال عن هيأة[23]لم
يعرض للسطح[24]، فلم يعرض للخط البتة و
الجسم إذا كان يابسا لم يقبل