نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 263
و وحدة الزمان هى اتصاله، فكل[1]حركة بهذه الصفة فهى واحدة بالشخص، و تكون[2]لا محالة فى متحرك فيه واحد، مثل مسافة واحدة بالاتصال، و مثل[3]بياض يتوجه إليه المتحرك بالاستحالة اتجاها لا يقف[4]عند حد زمانا.
و مثل كم واحد، أو غير[5]ذلك.
و ليس هذا المعنى بأولى فى أن يدخل شرطا لوحدة الحركة من معنى الزمان، و إن كان لا
بد من[6]ذكر معنى الزمان. و إن كان معنى الزمان يكفى ذكره، فذلك ليس لأنه
يتضمن جميع الشروط التي بها تكون الحركة واحدة، بل لأنه يقتضى الشرط الباقى، و
ينتقل الذهن منه إليه و يلتزمه[7]، و أنت تعلم الفرق بين
المتضمن و المقتضى الملتزم[8].
و أما الحركة التي هى بمعنى القطع، فهذا المعنى أولى بأن يكون شرطا
فيها، فالأمور التي يجب أن تكون واحدة حتى تكون الحركة واحدة، هى المتحرك، و
المسافة و ما يجرى مجراها و الزمان. فيجب أن يكون المتحرك واحدا، و المسافة أو ما
فيه[9]الحركة واحدا، و الزمان واحدا أى[10]واحدا بالعدد فى جميعه، فإن كثرة الحركة تتبع كثرة الأشياء التي تفيد
الحركة كما ما و نمطا من الانقسام. و هذه الأشياء هى هذه الثلاثة بالمتحرك، و ما
فيه، و الزمان[11][12].
فإن تكثر المتحرك و كان الزمان واحدا بعينه، أو تكثر المتحرك و كانت
المسافة[13]واحدة بعينها، تكثرت الحركات.
و إذا تكثر المتحرك[14]و
الزمان واحد[15]بعينه، لزم تكثر المسافات و ما فيه الحركة بالعدد. و إذا تكثر
المتحرك و المسافة واحدة[16]، لزم تكثر الزمان، فإنه لا
يتكثر المتحرك[17]و المسافة واحدة، إلا و تكون المتحركات تتعاقب على تلك المسافة، إذ
لا يقطع جسمان معا مسافة واحدة بعينها، كما لا يكونان[18]فى مكان واحد معا، و لا يجوز أن يتكثر المتحرك فى أزمنة كثيرة و ما
فيه واحد بالعدد البتة إلا فى المسافات، فإنها يجوز أن تبقى بعد القطع واحدة
بعينها.
و أما الكم و الكيف و غير ذلك فلا يكون كيف واحد بعينه أو كم واحد
بعينه بالعدد، يتحرك[19]فيه متحركون[20]عدة
فى زمان بعد زمان[21][22]، لأن الكيفية[23]التي لهذا المتحرك من حيث هى واحدة بالعدد لا يشاركه[24]فيها المتحرك[25]الآخر