نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 257
الأفق[1]و إن لم يكن حيوان[2]يقايس[3]به فإن جهة المشرق من كونها[4]، عنها تنبعث الحركة، و كذلك
حال جهة وسط السماء[5]لذاتها إليها الحركة. فإذا كانت حركته غير المشرق و المغرب و وسط
السماء بالقياس إلى الأفق، ثم إذا تميزت[6]هذه الحدود، لزم فى القطبين أن يعرض لهما[7]تميز ما لا لأمر يتعلق[8]بالقطبين
تعلقا أوليا، بل لنسبة[9]تلحقه
بسبب ما عرض لغيرهما من التميز هذا.
و أما إن[10]أخذت
جزءا من الفلك متحركا و اعتبرته[11]بنفسه،
وجدت بين المشرق و المغرب طول المسافة، و حصل لك ما بين القطبين عرضا لذلك الطول.
فانظر إلى حال هذه الجهات كيف تختلف. أما القطبان فيحددان[12]جهتين لذات[13]الجسم
و حركته، و لا يحددان[14]بذاتيهما
فوقا و أسفلا[15]، و لا يكون[16]فيهما تضاد، إذ لا تضاد فى طباع ما هى فيه، بل إنما يحددان[17]فوقا و أسفلا[18]بمقايسة
و نسبة إلى حيوان[19]. و أما المشرق و المغرب و كذلك وسط السماء فليسا يحددان جهتين لذات
الجسم وحده و لا لذات[20]مأخوذة
مع حركته، بل بمقايسته[21]إلى
الأفق، ثم بعد المقايسة فإن نفس الحركة يوجب تمييز[22]بعضها من[23]بعض
بالقياس إلى الأفق، إذ يوجب أن تكون متخالفة، فيكون بعضها عنه و بعضها[24]إليه و بعضها منبعث الحركة و بعضها متجه الحركة[25]، و لكل واحد مقابل. و لا
يحتاج[26]فى ذلك إلى أن يراعى مقايسة و محاذاة[27]مع حيوان البتة، و مع ذلك يقع بينهما بنوع ما مضادة أو مقابلة. و مع
هذا كله فإن اليمين و اليسار تقع على جهات الحركة التي للفلك و التي للحيوان
باشتراك الاسم أو باشتباهه و الفوق و السفل أولى بذلك. و أما القدام و الخلف فيشبه
أن يكون الجزء الطالع من الفلك قد يوجد له قدام بمعنى يعمه و غيره[28]و ذلك لأنا إن عنينا بالقدام نهاية ما يتحرك إليه الجزء الطالع مطلقا
لم يكن للفلك قدام، فإنه ليس لحركته نهاية إليها تقصد، و إن[29]عنينا نهاية ما يتحرك إليه الجزء الطالع و هو طالع[30]على شيء، فتلك النهاية هى[31]مسامتة الشيء الذي حدد[32]الأفق
فحدد الطلوع بتحديد الأفق. فإنه إذا طلع عليه لا يزال ينحو نحوه إلى أن يسامته فى
خط الزوال