نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 256
عليه المتحرك حوله، فقد تتحدد له جهات أخرى. و ذلك لأنه إذا فرضت فى
طول حركته لا فى عرضها الذي هى بين قطبيه ثلاث نقط، و كانت الوسطى تنحو إحداهما و
تتباعد[1]عن الأخرى، و تكون الجهة التي كان[2]فيها الوسطى بالقياس إلى الأفق الذي[3]هذه النقطة[4]طالعة[5]عليها[6]، هى جهة عنها ابتداء الحركة
بالطبع، و مقابلها مقابل هذه الجهة، فتتحدد هناك جهة مشرق و جهة مغرب، و كذلك[7]تتحدد هناك جهة تلى خط الزوال و جهة تلى ما تحت الأرض، فتكون الجهة
التي تلى خط الزوال[8]هى التي[9]إليها
الحركة الآخذة فى الارتفاع، و تلك غاياتها، لأنها تكون هناك أقرب ما يكون من
المطلوع عليه، ثم تأخذ فى مفارقته قليلا قليلا و البعد عنه إلاأن تغرب[10]عنه. و الغاية التي إليها يتوجه المتحرك هو القدام، و ما يقابله هو[11]الخلف، فخط الزوال بالقياس إلى الحركة الشارقة الطالعة قدام، و ما
يقابله[12]خلف. و لما كانت جهة المشرق الجهة التي عنها مبدأ الحركة، فأولى ما
يشبه بها[13]من جهات[14]الحيوان
اليمين، فيكون المغرب هو اليسار و بقى القطبان يحددان البعد الذي هو غير البعد
المحدد بالقدام و الخلف الذي هو أولى بأن يكون عمقا، و غير البعد المحدد باليمين و
اليسار الذي هو أولى أن[15]يكون
عرضا، فليس له إلاأن يكون بعد الطول. و أولى القطبين بأن يكون على جهة المقايسة
علوا هو الجنوبى فى الحركة الفلكية الأولى، و الشمالى فى الحركة الثانية، فإنا لو[16]توهمنا إنسانا يتحرك على نفسه مستديرا، و تنبعث حركته من يمينه، لكان
يكون قدامه ما يلى وجهه و هو ما بين يمينه و يساره و ذلك عند[17]خط الزوال، و خلفه ما يلى يظهره. و إذا[18]أطبقنا[19]بين يمينه و جهة المشرق، و بين يساره و جهة المغرب و بين وجهه و جهة
خط الزوال، انطبق رأسه مع القطب الجنوبى لا غير. و لو دار على نفسه مثل دور
السماء، لكان الرأس يلزم الجنوبى و الوجه يلزم وسط السماء، و حيث[20]اليمين يلزم المشرق[21]. إلاأن يكون أحد القطبين علوا و الآخر سفلا، ليس لاختلاف البته فى أمر القطبين، بل
بالمقايسة الصرفة إلى الحيوان، بعد أن تتحدد جهات لأمور[22]أخرى فتختلف[23]حال
القطبين حينئذ بالقياس إلى تلك الجهات. و أما[24]كون المشرق يمينا، فهو لأمر فى الحركة مقيسة إلى