نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 248
و لم يكن[1]عندهم
له جهة غير هذه، جعلوا طوله من رأسه إلى قدمه، و عرضه من يمينه إلى[2]يساره، و عمقه من قدامه[3]إلى
خلفه. فكأنه[4]لما افترضت هاهنا[5]هذه
النهايات أولا، افترض بعدها بحسبها هذه الأبعاد، إذ الأبعاد بالحقيقة[6]لا تفترض إلا بافتراض النهايات التي عنها إليها تمتد.
فلما كان هكذا، وقع فى الأوهام أن الجهات ست[7]، و لم يشعر بغيرها، إذ لم
تكن الأسماء إلا لهذه، فوقفت الأوهام على مبلغ هذا[8]العدد، و أعان على[9]ذلك
نوع من الاعتبار خاصى[10]، و هو أن الأجسام يوجد فيها[11]إمكان وقوع مقاطعات ثلاث على قوائم و لا يجوز غيرها، و تنتهى[12]كل مقاطعة إلى طرفى[13]الخط
الذي[14]عليه[15]المقاطعة، فتكون ستة أطراف، فتكون ست جهات. لكن إنما تكون هذه
المقاطعات ثلاثا[16]لا غير، إذا فرض امتداد واحد أصلا، و وضع وضعا من غير أن يكون الطبع
يوجبه، و رتبت[17]عليه المقاطعات بقوائم. و لو فرض مكان ذلك الامتداد الأول[18]غيره مما ليس موازيا له، لوقعت ثلاث مقاطعات أخرى على قوائم[19]غير تلك[20]بالعدد،
و وقعت جهات غير تلك بالعدد. ثم مع ذلك فلا يجب أن تختلف نوعية الجهات[21]فى كل[22]جسم، حتى يكون فى كل جسم من حيث هو جسم جهة هى بعينها يمين و جهة هى[23]بعينها يسار، إنما يجب ذلك فى الحيوان، أعنى بذلك تميز الجهات الست
بعضها عن بعض تميزا بالقوة و الطبع و النوع. نعم[24]يشبه أن يكون لكل جسم من التي تلينا علو و سفل إما عارض و إما
بالطبع، أما العارض فعلى ما يتفق من وضعه فيكون ما يلى الأرض منه هو[25]الجهة السافلة و ما يلى الفلك أو ما يقابل ما يلى الأرض إن لم يكن
فوق ذلك الجسم فلك هو الفوق. لكن هذا عسى أن لا يوجد فى الأرض و هى فى موضعها
الطبيعى، فيشبه أن لا تكون لها جهة إلا الفوق، إن[26]عنى بالجهة ما يلى نهاية الشيء، و نهاية الأرض سطح، و سطحها يلى
السماء، فعسى أن يكون الاعتبار للجهات لا يقتضى[27]النسبة إلى السطح، بل إلى كل طرف لبعد يفرض[28]فى[29]الجسم. و إذا كان كذلك، كان للبعد المفروض فى الأرض جهة عند مركز كرته[30]الذي هو مركز الكل و عليه