نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 244
الأجسام المحيطة[1]به
إليها، و يتصل بها، فلا يكون[2]بحيث
يثبت[3]على صورته[4]إلى
أن يمزج. فإن كان الأمر على هذا فيجب أن لا يحق ما يقال من أن أصغر جسم هو حافظ
للصورة الأرضية، هو أكبر من أصغر جسم هو حافظ للصورة النارية، و ذلك لأن أصغر ما
يمكن أن يوجد نارا لا محالة هو قابل من الكون و الفساد ما تقبله طبيعة النار، و
عسى أن يكون هو أولى بذلك. و إذا[5]كان
كذلك، فمن شأنه أن يستحيل أرضا، و إذا[6]كان
من شأنه أن يستحيل أرضا، كانت الأرض التي استحال إليها أصغر[7]من حجم النار المستحيلة، إذ النار إذا استحالت أرضا صارت أصغر حجما،
و هذا هو أصل المشائين، و هو الحق. اللهم إلا أن يقال إن تلك النار الصغيرة ليس
من[8]شأنها أن تستحيل أرضا مفردة، بل على نحو الاتصال بأن تصير حينئذ جزأ أرض[9]، لا منفصلة[10]بالعدد عنه[11]، موجودا بالفعل دونه[12]، بل كما تتصل قطرة من الماء
بالماء الغمر، بحيث يذهب وجوده بالفعل قطرة منفردة، و إنما يكون منها زيادة فى
جملته الغمر[13]، و تكون هى[14]بحيث لنا أن نفرضها منفردة، و لا تكون كذلك بالانفصال و الانفراد.
فإن قال هذا قائل[15]: فقد
أجحف فى التحكم، و ليس يجب لا محالة أن تقع استحالته، حيت تصادف[16]كلية الأرض، فإن كثيرا من أجزاء العناصر يستحيل إلى غيره[17]، لا فى نفس ذلك الحيز الذي
يخص[18]كله، و هو جزء كبير محسوس القدر، فكيف الصغير السريع الاستحالة. و مع
ذلك فلا يجب أن يتصل لا محالة، بل قد يجوز أن يستحيل إلى تلك الطبيعة و يبقى
مماسا.
فلينظر الآن فيما يقال، من أن فى الحركات حركة لا يمكن اتخاذ الأقل[19]منها، فتكون فيها مسافة أيضا لا أقل منها، و زمان كذلك[20]، و أيضا متحرك لا أصغر منه.
فنقول: أما امتناع وجود حركة لا أقل منها، على أنها جزء من حركة
متصلة، فأمر ظاهر مما سلف، و كذلك فى المسافة و الزمان. و أما على سبيل الانفصال و
الانفراد، فغير بعيد أن يظن بهذه الأشياء أنها[21]تستحق التناهى فى الصغر