كأنهما وقعا معا، و كأنهما آن واحد، و إن كان‌ [1] التعقب و الاستقصاء يمنع الذهن عن ذلك فى أدنى تأمل، و لكن إلى أن يراجع الذهن نفسه يكون الآنان كأنهما [2] وقعا معا.

و من الألفاظ الزمانية قولهم: بغتة. و بغتة، هو [3] نسبة الأمر الواقع فى زمان غير مشعور بمقداره قصرا [4] إلى زمانه، بعد أن لا يكون الأمر منتظرا متوقعا. و من هذه الألفاظ قولهم: دفعة، و هو يدل على حصول شي‌ء فى آن، و قد يدل على مقابل‌ [5] قولنا: قليلا قليلا، و قد شرحنا ذلك. و من هذه الألفاظ قولهم: هو ذا [6]، و هو يدل‌ [7] على آن قريب فى المستقبل من الآن الحاضر لا يشعر بمقدار البعد بينهما قصرا شعورا يعتد به. و من ذلك قولهم: قبيل و هو يدل على نسبة إلى آن فى الماضى قريب من الآن الحاضر، إلا أن المدة بينهما مشعور بها. و بعيد فى المستقبل نظير قبيل فى الماضى. و المتقدم إما فى الماضى فيدل على ما هو أبعد من الآن الحاضر، و المتأخر على مقابله، و أما فى المستقبل فيدل على ما هو أقرب من الحاضر، و المتأخر على مقابله. و إذا أخذ مطلقا فالمتقدم هو الماضى، و المتأخر هو المستقبل، و القديم زمان يستطال ما بينه و بين الآن بالقياس إلى الحدود المتعللة [8] للزمان، و أيضا القديم فى الزمان مطلقا و بالحقيقة [9] هو الذي ليس لزمانه ابتداء [10].

[1] و إن كان: و كان م.

[2] كأنهما: كلها م.

[3] هو: هى ط

[4] قصرا: قصر م.

[5] مقابل: مقابله سا

[6] هو ذا: هو ذى سا

[7] يدل: ما يدل ى.

[8] المتعالة: المتعاملة د، ط.

[9] و بالحقيقة: ساقطة من ط

[10] ابتداء:+ تمت المقابلة الثانية من الفن الأول بحمد اللّه و حسن توفيقه و الحمد للّه رب العالمين م.