نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 161
بعد فهو قبل، فالآن واصل لا فاصل، فالزمان لا يكون له آن بالفعل
موجودا[1]بالقياس إلى نفسه، بل بالقوة، أعنى به[2]القوة[3]القريبة من الفعل، و هو أن الزمان يتهيأ أن يفرض فيه الآن دائما إما
بفرض الفارض أو بموافاة الحركة حدا مشتركا غير منقسم، كمبدإ[4]طلوع أو غروب أو غير ذلك. و ذلك بالحقيقة ليس إحداث فصل فى ذات
الزمان نفسه، بل فى إضافته إلى الحركات، كما يحدث من[5]الفصول الإضافية فى المقادير الآخر[6]، كما ينفصل جزء جسم من جزء
آخر بموازاة أو مماسة أو فرض فارض، من غير أن يكون قد حصل فيه بالفعل فصل فى نفسه
بل حصل فيه[7]فصل مقيسا إلى غيره. و هذا الآن إذا حصل بهذه النسبة فليس يكون عدمه
إلا فى جميع الزمان بعده. و قول القائل إنه إما أن يفسد فى آن يليه أو آن[8]لا يليه، هو بعد أن يسلم[9]أن
له فسادا[10]مبتدأ فى آن بلا ابتداء فساده هو فى[11]طرف الزمان الذي هو[12]فى
جميعه يعدم[13]، فإنه لا يفهم من الفساد
غير أن يكون الشيء معدوما بعد وجوده. و وجوده فى هذا الموضع هو أنه[14]طرف الزمان الذي هو فيه معدوم. كأنك قلت إنه فى طرف الزمان الذي هو
معدوم فيه موجود، و ليس لفساده[15]مبدأ
فساد هو أول آن فسد فيه، بل بين وجوده و عدمه فصل هو وجوده لا غير. و أنت ستعلم[16]أنه ليس للمتحرك و الساكن و المتكون و الفاسد أول آن هو فيه[17]متحرك أو ساكن أو متكون أو فاسد، إذ الزمان[18]منقسم[19]بالقوة إلى غير النهاية. و الذي يظن من أنه يمكن أن[20]يقال على هذا أن الآن إما أن يعدم قليلا قليلا فيمتد أخذه[21]إلى العدم مدة أو يعدم دفعة، فيكون عدمه فى آن هو قول يحتاج أن يبين
فساده.
فنقول: إن المعدوم أو الموجود دفعة بمعنى الذي يحصل فى آن واحد، ليس
لازما لمقابل[22]الذي يعدم قليلا قليلا أو الذي يوجد قليلا قليلا، بل هو أخص من ذلك
المقابل. و ذلك المقابل[23]هو
الذي ليس يذهب إلى الوجود أو إلى العدم أو الاستحالة أو غير ذلك قليلا قليلا، و
هذا يصدق على ما يقع عليه دفعة، و يصدق على الأمر الذي يكون فى جميع زمان ما
معدوما، و فى طرفه الذي ليس بزمان موجودا، أو الأمر الذي يكون فى جميع زمان ما[24]موجودا[25]و فى طرفه الذي ليس بزمان معدوما. فإن هذين ليسا يوجدان أو يعدمان
قليلا قليلا، و الأول أيضا