نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 113
معنى[1]عدمى، فكيف[2]يكون
للمعنى العدمى مكان أو حركة. فأما أن النقطة فناء الخط فلأنها نهاية[3]، و النهاية[4]هى أن يفنى الشيء فلا يبقى منه شيء. و إذا لم يكن للنقطة[5]مكان لم يكن للجسم مكان إذ كان ما يوجب للجسم مكانا يوجب للنقطة
مكانا[6]و أيضا فإن المكان عندكم[7]أمر
لا بد منه للحركة إذ تجعلون الحركة محتاجة إليه فهو[8]إحدى علل الحركة لكنه ليس بفاعل للحركة. و كيف[9]و لكل حركة يجعلونها فى المكان مبدأ فاعلى معلوم غير المكان، و لا هو
أيضا مبدأ عنصرى له[10]، إذ الحركة إنما قوامها فى
المتحرك لا فى المكان، و لا أيضا مبدأ صورى له لأن المكان ليس هو[11]صورة الحركة، و لا أيضا مبدأ غائى له، و ذلك لأنه مما يحتاج[12]عندكم إليه قبل الوصول إلى الغاية و التمام كما يحتاج إليه عند
الوصول. فإن كان المكان غاية فليس لأنه مكان، بل لأنه مكان لحال[13]لحركة بحال، و كلامنا فى المكان من حيث هو مكان مطلقا. و لو كان
المكان كمالا لأنه يشتاق إليه المتحرك إما طبعا و إما إرادة، لكان من كمالات
الإنسان أيضا أن[14]يحصل فى أمكنة يشتاق إليها. على أن التمام منه خاص و منه مشترك و
الخاص[15]هو صورة الشيء، و المكان ليس هو صورة المتحرك و لا صورة الحركة. و
أما المشترك فإنه[16]يكون للشيء و لغيره و المكان عندكم خاص و لو كان الجسم فى مكان[17]لكانت الأجسام النامية فى مكان، و لو كانت[18]فى مكان لكان مكانها أيضا[19]ينمو[20]معها، و لو كان[21]مكانها
ينمو معها لكان مكانها يتحرك معها و لكان لمكانها مكان، و أنتم تمنعون هذا كله[22]. و أما مثبتو المكان قد احتجوا بوجود النقلة، و ذكروا أن النقلة لا
محالة مفارقة شيء لشيء إلى شيء[23]، و ليس[24]ذلك[25]مفارقة[26]جوهر و لا كيف و لا كم فى ذاته و لا غير ذلك من المعانى، إذ جميع هذه
يبقى مع النقلة، بل إنما كان[27]ذلك
مفارقة شيء كان الجسم فيه ثم استبدل به، و هذا هو[28]الشيء[29]الذي نسميه مكانا. و احتجوا أيضا بوجود التعاقب، فإنا نشاهد هذا[30]الجسم يكون حاضرا، ثم نراه غائبا[31]، و نرى[32]جسما آخر حضر حيث هو، مثلا قد كانت جرة فيها ماء ثم حصل بعد[33]فيها هواء أو دهن، و البديهة توجب أن هذا المعاقب[34]عاقب هذا الشيء