نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 10
و الحيوان أيضا معنى[1]عام
و أخص[2]من الجسم، و له بما هو حيوان أن يتشخص، فيكون هذا الحيوان و الإنسان
أيضا معنى عام[3]و أخص من الحيوان، و له بما هو إنسان[4]أن يتشخص، فيكون هذا الإنسان.
فإذا نسبنا هذه المراتب إلى القوة المدركة، و راعينا فى ذلك نوعين من
الترتيب، وجدنا ما هو أشبه بالعام و أقرب مناسبة له هو أعرف. فإنه ليس يمكن أن
يدرك بالحس و التخيل أن هذا هو هذا[5]الحيوان،
إلا و أدرك أنه[6]هذا الجسم، و أن يدرك أنه هو هذا الإنسان إلا و أدرك أنه هذا الحيوان
و هذا الجسم، و قد يدرك أنه هذا الجسم إذا لمحه من بعيد و لا يدرك أنه هذا
الإنسان.
فقد بان و وضح أن حال الحس أيضا من هذه الجهة كحال العقل، و أن ما
يناسب العام أعرف فى ذاته أيضا عند الحس. و أما فى الزمان، فإن التخيل إنما يستفيد
من الحس شخصا[7]من النوع غير محدود بخاصيته.
فأول ما يرتسم فى خيال الطفل من الصور التي يحسها على سبيل تأثر من
تلك الصور فى الخيال[8]هو صورة شخص رجل أو شخص امرأة[9]من أن يتميز رجل هو أبوه عن رجل ليس هو أباه، و امرأة هى أمه عن
امرأة ليست هى بأمه، ثم يتميز عنده رجل هو أبوه و رجل ليس هو أباه، و امرأة[10]هى أمه و امرأة ليست هى أمه[11]، ثم لا يزال تنفصل الأشخاص
عنده يسيرا يسيرا. و هذا الخيال الذي يرتسم فيه مثلا من الشخص الإنسانى مطلقا غير
مخصص، هو خيال المعنى الذي يسمى منتشرا و إذا قيل شخص منتشر لهذا، و قيل شخص منتشر
لما ينطبع فى الحس من شخص لا محالة من بعيد إذا ارتسم أنه جسم من غير إدراك
حيوانية أو إنسانية[12]فإنما يقع عليهما[13]اسم
الشخص المنتشر باشتراك الاسم. و ذلك أن المفهوم من لفظ الشخص المنتشر بالمعنى
الأول هو أنه شخص ما من أشخاص[14]النوع
الذي ينسب إليه، غير معين كيف كان و أى شخص كان، و كذلك رجل ما[15]و امرأة ما. فيكون كأن معنى الشخص و هو كونه غير منقسم إلى عدة من
يشاركه فى الحد قد انضم إلى معنى الطبيعة الموضوعة للنوعية[16]أو للصنفية[17]و
حصل منهما معنى واحد يسمى شخصا منتشرا غير معين،[18]