يَنْقُصْ، وَ عَلِمَ النَّاسِخَ وَ الْمَنْسُوخَ، فَعَمِلَ بِالنَّاسِخِ وَ رَفَضَ الْمَنْسُوخَ.
وَ إِنَّ أَمْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مِثْلُ الْقُرْآنِ[1]، نَاسِخٌ وَ مَنْسُوخٌ، وَ خَاصٌّ وَ عَامٌّ، وَ مُحْكَمٌ وَ مُتَشَابِهٌ. وَ قَدْ كَانَ يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ الْكَلَامُ لَهُ وَجْهَانِ: كَلَامٌ عَامٌّ وَ كَلَامٌ خَاصٌّ، مِثْلُ الْقُرْآنِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا[2] فَاشْتَبَهَ عَلَى مَنْ لَمْ يَعْرِفْ مَا عَنَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ، وَ لَيْسَ كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ يَسْأَلُونَهُ وَ يَسْتَفْهِمُونَهُ، لِأَنَّ فِيهِمْ قَوْماً كَانُوا يَسْأَلُونَهُ وَ لَا يَسْتَفْهِمُونَهُ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَهَاهُمْ عَنِ السُّؤَالِ، حَيْثُ يَقُولُ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَ إِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْها وَ اللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ[3].
فَامْتَنَعُوا مِنَ السُّؤَالِ حَتَّى إِنْ كَانُوا يُحِبُّونَ أَنْ يَجِيءَ الْأَعْرَابِيُّ وَ الْبَدَوِيُّ فَيَسْأَلَ وَ هُمْ يَسْمَعُونَ.
وَ كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ دَخْلَةً، وَ أَخْلُو بِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَلْوَةً، يُجِيبُنِي عَمَّا أَسْأَلُ، وَ أَدُورُ بِهِ حَيْثُمَا دَارَ، وَ قَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ بِأَحَدٍ غَيْرِي، وَ رُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ فِي بَيْتِي.
وَ كُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ مَنَازِلِهِ خَلَا بِي[4] وَ أَقَامَ نِسَاءَهُ، فَلَمْ يَبْقَ غَيْرِي وَ غَيْرُهُ، وَ إِذَا أَتَانِي هُوَ لِلْخَلْوَةِ وَ أَقَامَ مَنْ فِي بَيْتِي لَمْ يُقِمْ عَنَّا فَاطِمَةَ وَ لَا أَحَدَ إِبْنَايَ[5].
[1] في م زيادة: كذلك.
[2] الحشر 59: 7.
[3] المائدة 5: 101، 102.
[4] في م، ر: اخلاني.
[5] في بعض النّسخ: و لا أحدا من أبنائي.