responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 93

فصل (3) في منازل الإنسان و درجاته بحسب قوى نفسه‌

إن كل إنسان بشري باطنه كأنه معجون من صفات قوى بعضها بهيمية و بعضها سبعية و بعضها شيطانية و بعضها ملكية حتى يصدر من البهيمية الشهوة و الشره و الحرص و الفجور و من السبعية الحسد و العداوة و البغضاء و من الشيطانية المكر و الخديعة و الحيلة و التكبر و العز و حب الجاه و الافتخار و الاستيلاء و من الملكية العلم و التنزه أو الطهارة و أصول جميع الأخلاق هذه الأربعة و قد عجنت في باطنه عجنا محكما لا يكاد يتخلص منها و إنما يخلص من ظلمات الثلاثة الأول بنور الهداية المستفاد من الشرع و العقل و أول ما تحدث في نفس الآدمي البهيمية فتغلب عليه الشهوة و الشره في الصبي ثم تخلق فيه السبعية فتغلب عليه المعاداة و المناقشة ثم تخلق فيه الشيطانية- فيغلب عليه المكر و الخديعة أولا إذ تدعوه البهيمية و الغضبية إلى أن يستعمل كياسته في طلب الدنيا و قضاء الشهوة و الغضب ثم تظهر فيه صفات الكبر و العجب و الافتخار و طلب العلو ثم بعد ذلك يخلق فيه العقل الذي به يظهر نور الإيمان و هو من حزب الله تعالى و جنود الملائكة و تلك الصفات من جنود الشيطان و جند العقل يكمل عند الأربعين و يبدو أصله عند البلوغ و أما سائر جنود الشياطين يكون قد سبق إلى القلب قبل البلوغ و استولى عليه و ألفته النفس و استرسل في الشهوات متابعا لها إلى أن يرد نور العقل فيقوم القتال و التطارد في معركة القلب فإن ضعف العقل استولى عليه الشيطان و سخره و صار في العاقبة جنود الشيطان مستقرة كما سبقت إلى النزول في البداية فيحشر الإنسان حينئذ مع إبليس و جنوده أجمعين و إن قوي العقل بنور العلم و الإيمان صارت القوى مسخرة و انخرطت في سلك الملائكة محشورة إليها وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست