responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 85

لأحد في أن كل شخص من الإنسان له هوية واحدة و نفس واحدة منها تصدر جميع الأفعال المنسوبة إليه و مع ذلك لا شبهة أيضا لمن له تدرب في الصناعة أن الحاكم الحسي لا بد أن يكون من باب الحس و المحسوس و الحاكم الخيالي لا بد أن يكون مرتبته مرتبة القوة الخيالية و الحاكم العقلي العملي لا بد أن يكون مرتبته مرتبة المجرد ذاتا المتعلق نسبة و إضافة إلى الصور الجزئية كما ذكرناه في باب الوهم‌ [1] و الموهومات أنه عقل مضاف إلى الحس و كذا الحاكم العقلي النظري مرتبته مرتبة العقل المفارق المحض- فثبت من هذا أن النفس تنتقل انتقالا جوهريا من طور إلى طور حسبما ادعيناه و كذا يستفاد من قوله فله حاجة إلى البدن لكن لا دائما من كل وجه بل قد يستغني بذاته أن النفس جسمانية الحدوث روحانية البقاء مع أنه غير قائل بهذه الاستحالة الجوهرية فإن حاجة النفس إلى البدن كما مر ليس كحاجة الصانع إلى الدكان في أمر عارض له لا فيما يقوم وجوده بل حاجتها إليه في ابتداء الأمر حاجة جوهري طبيعي لعدم استقلالها بالوجود دون البدن و قواه الحسية و الطبيعية و قد مر أيضا أن نفسية النفس هي نحو وجودها لا إضافة عارضة لذاتها بعد تمام هويتها فإذا كان الحال كذلك ثم صارت عقلا بالفعل غير محتاجة إلى البدن خارجة من حد كونها عقلا بالقوة إلى حد كونها عقلا بالفعل- صارت أحد سكان عالم العقل كالصور المعقولة التي هي بعينها عاقلة لذاتها و أين صورة البدن العنصري المادي و الصورة التي هي بذاتها معقولة بالفعل سواء عقلها غيرها أو لم يعقلها فهل ذلك إلا بتقلبها في الوجود و استحالتها في الجوهرية و اشتدادها في الكون و ترقيها من أدون المنازل إلى أشرف المقامات و المعارج كما يشير إليه حكاية معراج النبي ص و ترقيه إلى كل مقام و استحالتها حتى بلغ المنتهى و رأى من آيات ربه الكبرى و كذا ما حكى الله عن الخليل ع‌ وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌ و قوله حكاية عنه‌ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‌ فأين مرتبته البشرية كما قال تعالى‌ قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ* و هذه المرتبة الإلهية التي أشار إليه‌

بقوله ص: لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب و لا نبي مرسل‌


[1] قد عرفت هناك ما فيه و تعلق العقل و لو كان نظريا في الابتداء تعلق المجرد المستكمل بالقوى و الصور التي فيها، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست