responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 84

لقوته الإجماعية على تحريك الأعضاء وهم خيالي و عقلي عملي و شهوة أو غضب و تكون للحيوانات ثلاثة من هذه و العقل العملي يحتاج في أفعاله كلها إلى البدن و إلى القوة البدنية و أما العقل النظري فله حاجة إلى البدن و إلى قواه و لكن لا دائما من كل وجه بل قد يستغني بذاته و ليس واحد منها هو النفس الإنسانية بل النفس هو الشي‌ء الذي له هذه القوى و هو كما يتبين جوهر مفرد له استعداد نحو أفعال بعضها لا يتم إلا بالآلات و بالإقبال عليها بالكلية و بعضها لا يحتاج فيه إلى الآلات البتة و هذا كله سنشرحه في موضعه انتهى كلامه.

و فيه موضع أنظار كثيرة لو لا مخافة الإطناب لأوردتها و لكن فيما ذكرناه من معرفة النفس و شرح أطوارها و كيفية وحدتها الجامعة لمقاماتها و درجاتها كفاية للطالب المهتدي و السامع الذكي و لو تأمل أحد في قوله فيكون في الإنسان حاكم حسي- و حاكم من باب التخيل وهمي و حاكم نظري و حاكم عملي إلى قوله بل قد يستغني بذاته تأملا شافيا يستنبط [1] منه أن النفس الإنسانية تمام هذه القوى كلها لا كما ذكره أنه ليس و لا واحد منها هو النفس الإنسانية بل الشي‌ء الذي له هذه القوى إلا على وجه‌ [2] دقيق يعرفه العارفون بحقيقة الوجود و أطوارها فإن هذه القوى و إن تكثرت و تعددت بحسب تعدد آلاتها و أفعالها و انفعالاتها في عالم الطبيعة و الحس لأنه عالم التفرقة و التزاحم و الانقسام إلا أنها مجتمعة في ذات النفس على نعت الوحدة إذ لا شبهة


[1] أي يستنبط بالوجدان أن هنا حاكما واحدا و ليس فيه حاكمون عديدة لا أن الشيخ أراد ذلك و هو ظاهر و مثله قوله فيما بعد و كذا يستفاد من قوله، س ره‌

[2] و هو أن النفس أصل محفوظ في القوى و هي مراتب ظهور النفس و كل مرتبة بشرط التعين ليست بنفس و قد مر أن التحقيق أن النفس لها مقام الكثرة في الوحدة- و مقام الوحدة في الكثرة و قد أشار قدس سره إلى أنه ينبغي أن يعرف حقيقة النفس من معرفة حقيقة الوجود و أطوارها فإن أولى البراهين بإعطاء اليقين هو النمط اللمي كما

قال ع: من عرف نفسه فقد عرف ربه‌

أي من عرف نفسه فقد عرف أولا أحكام ربه و صفاته و على طبقه عرف نفسه فتلك المعرفة ميزان لهذه المعرفة و هذا أحد وجوه الحديث و قد ذكرنا في السابق وجوها فتذكر، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست