responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 81

و منها أن الإنسان إذا حصل له شعور بأن غيره اطلع على أنه ارتكب فعلا قبيحا

فإنه يتبع ذلك الشعور حالة انفعالية في نفسه يسمى بالخجالة.

و منها أنه قد ظن أن أمرا يحدث في المستقبل يضره‌

فيعرض له الخوف أو ينفعه فيعرض له الرجاء و لا يكون للحيوانات الأخرى هاتان الحالتان إلا بحسب الآن في غالب الأمر و ما يتصل به و الذي تفعله من استظهار ليس لأجل شعور بالزمان المستقبل- و ما يكون فيه بل ذلك أيضا بضرب من الإلهام من الملك المدبر لنوعها كالذي يفعله النمل في نقل البر بالسرعة إلى جحرها منذرة بالمطر فإنها إما أن يتخيل أن هناك مؤذ يكون أو مطر ينزل كما أن الحيوان يهرب عن الضد لما يتخيل أن ذا يضربه و يؤذيه أو أن يقع لها ضرب من الإلهام و بالجملة أن الأفعال الحكمية و العقلية- أنما تصدر من الإنسان من جهة نفسه الشخصية و من سائر الحيوانات من جهة عقلها النوعية تدبيرا كليا.

و منها ما يتصل بما ذكر

من أن الإنسان له أن يروي في أمور مستقبلة هل ينبغي أن يفعلها أو لا ينبغي فحينئذ يفعل وقتا ما حكمت به رويته و تدبيره أن يفعله و لا يفعل هذا وقتا آخر بحسب ما يقتضي رويته أن لا يفعله ما كان يصح أن يفعله في الوقت الأول و كذا العكس و أما الحيوانات‌ [1] الأخرى فليس لها ذلك و إنما لها من الإعدادات ما يكون على ضرب واحد مطبوع فيها وافقت عاقبتها أو خالفت.

و منها تذكر الأمور التي غابت عن الذهن‌

فإن سائر الحيوانات لا يقوى على ذلك أعني الاسترجاع و التدبر.

و منها و هو أخص الخواص بالإنسان تصور المعاني الكلية

المجردة عن المادة كل التجريد كما مر بيانه في باب العقل و المعقول و غيره من المواضع و التوصل إلى معرفة المجهولات تصديقا و تصورا من المعلومات الحاضرة و أخص من هذا كله هو اتصال بعض‌


[1] و الحق أن الحيوان في الجملة لا يخلو عن مشاركة ما للإنسان في جميع هذه الأمور و إن كانت هذه الصفات في الإنسان أقوى و أظهر و يدل على ذلك الرجوع إلى لطائف الآثار المضبوطة عن الحيوان الموردة في كتب الحيوان، ط مد

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست