نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 79
وقوف من لا يحتاج إلى شعوره عليه و بعد الصوت في صلاحية أمر الإعلام
هي الإشارة[1]إلا أنه أدل
منها لأنها لا ترشد إلا من حيث يقع عليه البصر و ذلك أيضا من جهة مخصوصة- و يحتاج
المعلم أن يحرك حدقته إلى جهة مخصوصة حركات كثيرة يراعي بها الإشارة- ففائدة
الإشارة أقل و مئونتها أكثر و أما الصوت فليس كذلك فلا جرم قد تقرر الاصطلاح على
التعريف لما في النفس بالعبارة فجعلت الطبيعة للنفس أن يؤلف من الأصوات ما يتوصل
به إلى تعريف الغير و أما الحيوانات الأخرى فإن أغذيتها طبيعية أو قريب منها و
ملابسها مخلوقة معها كالإهاب و الشعر و الثقب و الكهوف فما كان لها حاجة إلى
الكلام و مع ذلك فإن لها أصواتا مناسبة لما في بعضها من شوب روية و إعلام يقف بها
غيرها على ما في نفوسها و ضمائرها و لكن دلالة تلك الأصوات دلالة إجمالية يكفي
لأغراضها من طلب ملائم أو دفع منافر و أما الأصوات الإنسانية فلها دلالة تفصيلية-
و لعل الأمور التي يحتاج إلى أن يعبر عنها الإنسان في أغراضه يكاد أن لا يتناهى-
فما كان يمكن أن يطبع بإزائها أصوات بلا نهاية فلأجل ذلك و لضرورات أخرى يحتاج إلى
وضع الألفاظ و الاصطلاح عليها.
و من خواصه العجيبة استنباط الصنائع العملية الغريبة
و أما الحيوانات الأخرى- و خصوصا الطير في صنائع بيوتها و مساكنها
سيما النحل في بنائه البيوت المسدسة- فإن المسدس أوسع الأشكال بعد الدائرة و
أشبهها بالدائرة من جهة أن مساحته يحصل- من ضرب نصف قطره في نصف محيطه كالدائرة و
إنما ترك الاستدارة لأن لا يقع خارج البيوت من الفرج فضلا مهملا و كذا المربع لئلا
يبقى زوايا ضائعة داخل البيوت فوضعت البيوت على هيأة أشكال متراصة شبيهة بشكل صاحب
البيت فإن النحل مستدير مستطيل- و لو كانت مستديرة لم تتراص و لو كانت مضلعة غير
المسدسة فإما أن يتراص أيضا كالمخمس و المسبع و غيرهما أو يقع لها الفرج داخلا
كحاد الزوايا مثل المثلث و المربع و مع ذلك
[1]و بعد الإشارة هي الكتابة و لكن فيهما كثرة تعب و نصب و
الكتاب أكثر تبيينا و لكن أكثر إتعابا و أزيد مئونة و الإشارة بضد ذلك و ذكر
الحدقة على سبيل التمثيل لا الحصر و هو ظاهر، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 79