responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 73

إلى الأمر المحسوس هناك و لذا قيل الحس الذي في هذا العالم الأدنى لا يشبه الحس الذي في العالم الأعلى فإن الحس هناك على المحسوسات التي هناك فلذلك صار بصر هذا الحيوان السفلي متعلقا ببصر الحيوان الأعلى و متصلا به.

أقول و كذا سمعه بسمعه و شمه بشمه و ذوقه بذوقه و لمسه بلمسه كاتصال هذه الأنواع الطبيعية المادية بصورها العقلية الموجودة في العالم الأعلى و في علم الله الأزلي-

كما ورد في الحديث النبوي: على قائله و آله الصلاة و السلام أن هذه النار غسلت بسبعين ماء ثم أنزلت‌

إشارة إلى أن هذه النار من مراتب تنزلات النار العقلية و كان رسول الله ص بهذه الحواس الباطنية الأخروية يدرك الأمور الغائبة عن هذه الحواس الداثرة- حيث قال في الذوق‌ [1]

: أبيت عند ربي يطعمني و يسقيني‌

و في الشم‌

: إني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمن‌

و في البصر

: [2] زويت لي الأرض فأريت مشارقها و مغاربها

و في اللمس‌

: وضع الله بكتفي يده فأحس الجلد بردها بين ثديي‌

و في السمع‌

: أطت السماء و حق لها أن تأط ليس فيها [3] موضع قدم إلا و فيه ملك ساجد و راكع‌

و بالجملة الإنسان العقلي يفيض بنوره على هذا الإنسان الطبيعي السفلي بواسطة الإنسان النفسي المتوسط بين العقلي و الطبيعي.

و اعلم أيضا أن إشراق النفس على الصورة الموجودة فيها كإشراق الشمس على الأجسام و غيره بوجه فإن مقتضى‌ [4] الأول إفادة ذات المرئي الإشراقي و مقتضى الثاني‌


[1] ليس هذا الذوق و لا الشم و نحوها محمولة على الأمور الروحانية العقلية كما يظن بعض أهل الحكمة الرسمية حيث حملوا أكثر الأمور الشرعية على الروحانيات فآل أمرهم إلى ما آل بل على الأمور الحسية و اللذائذ الجزئية بل إنها بهذه المشاعر الطبيعية و لكنها منطوية في المشاعر الأخروية الصورية فكأنها صارت روحا و تلك جسدا و الدرك للروح فلذا قال قدس سره بهذه الحواس الأخروية يدرك، س ره‌

[2] بالزاي المعجمة جمعت و طويت و منه دعاء السفر و ازو لنا البعيد أي اجمعه و اطوه، س ره‌

[3] و لذا ورد أن البيت المعمور في السماء ثم إن الكلام تمثيل لعظمة الله تعالى- و إشعار بكثرة ملائكته، س ره‌

[4] تعليل لقوله بوجه و تجليل للنفس بأن الشمس مظهرة للمستشرقات بخلاف النفس فإنها فاعلة لمتصوراتها الخيالية بل فاعل إلهي و كذا للمبصرات بالذات لا بالعرض بل لمدركاتها الأخرى جميعا كما أشاره بقوله و أما إدراكها للمبصرات الخارجية، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست