نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 72
إنسان ثلاثة أناس متفاوتة في الوجود حسي فاسد و عقلي دائم و نفساني
بينهما فقد ظهر أن هذا الهيكل الحسي الإنسي بجميع أعضائه طلسم و صنم للإنسان
النفسي و هو أيضا صنم للإنسان العقلي و مثال له و هو المحشور إما في زمرة السعداء
و أهل الجنة- أو في زمرة الأشقياء و أهل الجحيم و أما الإنسان العقلي فهو في مقعد
صدق عند مليك مقتدر و الإنسان النفسي له الإحساس بذاته للأشياء و الحكم بذاته
عليها لا بآلة طبيعية يحتاج إليها في إدراكه و فعله فإدراكه للخارجيات من المحسوسات
و إن كان بصورة زائدة حاضرة عنده أو حاصلة فيه إلا أن إدراكه لها بعين تلك الصور
لا بصورة أخرى و إلا لزم التسلسل في تضاعف الصور الإدراكية فذاته بذاته لإدراك
المبصرات بصر و لإدراك المسموعات سمع و هكذا في كل نوع من المحسوسات فهو في ذاته
لذاته سمع و بصر و شم و ذوق و لمس و قد علمت فيما سبق اتحاد الحس بالمحسوس فهو حس
جميع الحواس و أيضا له الحكم بذاته في القضايا الوهمية و غيرها لا بأمر زائد من
صور القضايا و هو الشهوة لذاته للمشتهيات و الغضب لذاته على المنافرات من غير شهوة
زائدة و غضب زائد و كذا قياس الإنسان العقلي البسيط في نظائر ما ذكرناه.
قال الفيلسوف الأعظم إن هذه الحسائس[1]عقول ضعيفة و تلك العقول حسائس قوية.
ثم لقائل أن يقول إن الإنسان إذا كان في العالم الأعلى يكون حساسا و
الحساس فصل جنسه و الحس ليس إلا انفعالا من صورة طبيعية جسمانية فكيف يمكن أن
يكون- في الجوهر الكريم العالي حس و هو موجود في الجوهر الدني السافل.
فالجواب عنه كما يستفاد من كلام الفيلسوف أن نسبة هذا الحس إلى الحس
العقلي كنسبة هذا الحيوان اللحمي إلى الحيوان العقلي و كذا نسبة المحسوس هاهنا
[1]كما قالوا إن المعلول حد ناقص للعلة و العلة حد تام
للمعلول و نظير قول المعلم هذا قول المصنف قدس سره في مبحث القوى إن عدم تسمية
المحسوس على رأيه- معقولا بحسب الاصطلاح حيث إن المحسوس مخصص بصورة جزئية و
المعقول بمعنى كلي مجرد و أما أن أريد أن المحسوس ليس معقولا بمعنى أنه ليس مدركة
العقل فلا إذ المدرك بكل إدراك و المحرك بكل تحريك ليس إلا ذات واحدة شخصية، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 72