responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 382

إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ‌ و أما أصحاب الجنة فليس لهم هذا التبدل‌ [1] و الاستحالة و الكون و الفساد- لارتفاع نشأتهم عن نشأة الطبيعة و أحكامها فحركاتهم و أفاعيلهم نوع آخر ليس فيها نصب و لا تعب و لا في أعمالهم من لغوب لأن حركاتهم و أعمالهم ليست بدنية بل هي كخطرات الوهم و لحظات الضمير منا هاهنا حيث لا تعب و لا كلال و لا نصب و لا فتور يعتريها لأن السماوات و حركاتها مطوية في حقهم لأنهم من أصحاب اليمين و لهم مقام فيه يكون طي الزمان و المكان فزمانهم زمان يجتمع فيه الماضي و المستقبل من هذا الزمان و مكانهم مكان يحضر في خدمته جميع ما تسعه السماوات و الأرض و مع ذلك يكون جنة الأعمال و نعيمها من المحسوسات بلا شبهة إلا أنها و إن كانت محسوسة لكنها ليست طبيعية مادية بل صورها صور إدراكية وجودها العيني عين محسوسيتها و كل ما فيها نفساني الوجود مجرد عن نشأة الدنيا و الطبيعة و الهيولى المستحيلة الكائنة الفاسدة و مع ذلك يقع في عالم الجنان التجددات في تكوين الصور الجنانية لا من أسباب مادية بل جهات فاعلية نفسانية و شئونات إلهية بحكم كل يوم هو في شأن و قد ثبت أن أصل التغيرات في الآفاق أنما نشأت من عالم الأنفس و نشأة الجنان نشأة النفوس ففيها الأكوان النفسانية.

قال العارف المحقق في الفتوحات المكية في الباب السابع و الأربعين منها فلا تزال الآخرة دائمة التكوين فإنهم يقولون في الجنان للشي‌ء الذي يريدونه كن فيكون- فلا يتمنون فيها أمرا و لا يخطر لهم خاطر في تكوين أمر إلا و يتكون بين أيديهم و كذلك أهل النار لا يخطر لهم خاطر خوفا من عذاب أكبر مما هم عليه إلا و يكون فيهم ذلك العذاب و هو خطور الخاطر فإن الدار الآخرة تقتضي تكوين الأشياء حسا- بمجرد حصول الخاطر و الهم و الإرادة و الشهوة كل ذلك محسوس و ليس ذلك في الدنيا- أعني الفعل بمجرد الهمة لكل أحد انتهى كلامه و من عرف كيفية قدرة الله في صنع الخيال و ما تجده النفس بل توجده بإذن الله من صور الأجرام العظيمة و الأفلاك الجسمية الساكنة و المتحركة و البلاد الكثيرة و خلائقها و أحوالها و صفاتها في طرفة عين هان عليه التصديق‌


اى كالتبدلات الدنيوية لتركهم الدنيا و أطوار أهلها و قد مر منا تحقيق أن التمدد و التجدد من ذاتياتهما التفرقة و الغيبة فتذكر، س ره [1]

 

 

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست