responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 347

اتفاقهم‌ [1] على عدم خروج الكفار منها و أنهم ماكثون فيها إلى ما لا نهاية له فإن لكل من الدارين عمارا و لكل منهما ملأها.

اعلم أن الأصول الحكمية دالة على أن القسر لا يدوم‌

على طبيعة و أن لكل موجود من الموجودات الطبيعية غاية ينتهي إليها وقتا و هي خيره و كماله و أن الواجب جل ذكره أوجد الأشياء على وجه تكون مجبولة على قوة ينحفظ بها خيرها الموجود و تطلب بها كمالها المفقود كما قال تعالى‌ الَّذِي أَعْطى‌ كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى‌ فلأجل ذلك يكون لكل منها عشق للوجود و شوق إلى كمال الوجود و هو غايته الذاتية التي يطلبها و يتحرك إليها بالذات و هكذا الكلام في غايته و غاية غايته حتى ينتهي إلى غاية الغايات و خير الخيرات إلا أن يعوق له عن ذلك عائق و يقسر قاسر لكن العوائق ليست أكثرية و لا دائمة كما سبق ذكره و إلا لبطل النظام و تعطلت الأشياء و بطلت الخيرات و لم تقم الأرض و السماء و لم ينشأ الآخرة و الأولى‌ ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ فعلم أن الأشياء كلها طالبة لذاتها للحق مشتاقة إلى لقائه بالذات و أن العداوة و الكراهة طارئة بالعرض فمن أحب لقاء الله بالذات أحب الله لقاءه بالذات و من كره لقاء الله بالعرض لأجل مرض طار على نفسه كره الله لقاءه بالعرض فيعذبه مدة حتى يبرأ من مرضه و يعود إلى فطرته الأولى أو يعتاد بهذه الكيفية المرضية زال ألمه و عذابه لحصول اليأس و يحصل له فطرة أخرى ثانية و هي فطرة الكفار الآئسين من رحمة الله الخاصة بعباده و أما الرحمة العامة فهي التي وسعت كل شي‌ء كما قال تعالى‌ عَذابِي‌


[1] لا اتفاق إذ منهم من قال إن الخلود جاء لغة بمعنى الزمان الكثير و سيأتي نقلا عن بعض أهل الكشف أنهم يخرجون إلى الجنة لكن المصنف قدس سره لم يعبأ بهذا لشذوذه- و إنما قالوا بعدم الخروج لكون الخلود في النار للكفار بعلاوة أنه مدلول الكتاب ضروري الدين و أما العذاب الدائم فليس من ضروريات الدين فلا يجوز تكفير منكريه و عندي دوام العذاب حق و انقطاعه عن الكفار باطل و ما يقول المصنف قدس سره أن القسر لا يدوم و أن الطوارى‌ء و العوارض تزول فجوابه أنه ليس قسرا و لا عروضا بل تصير الكيفية الظلمانية جوهرية و العرضية السيئة ذاتية مثل مركب القوى فإن الفطرة الإنسانية ذاتية لا تزول- و الفطرة الثانية أيضا ذاتيه إذ صارت ملكة جوهرية إذ العادة طبيعة ثانوية فافهم، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست