responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 334

بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ فقد وضح و انكشف أن جميع هذه المشاعر الثمانية تصلح لأن تصير أبواب الجنان في حق من يصرفها فيما خلقها الله لأجله كما قال‌ وَ أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى‌ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى‌ و منها أبواب جهنم في حق من صرفها في طاعة الهوى و شهوات الدنيا كقوله تعالى‌ فَأَمَّا مَنْ طَغى‌ وَ آثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا- فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى‌.

فإن قلت باب الدار يشبه الدار و الجنة و النار داران متخالفتان في جوهر الحقيقة و نحو الوجود فكيف يصح أن تكون المشاعر الإنسانية بعينها أبواب الجنة و أبواب النار.

قلنا السمع و البصر و غيرهما التي لأهل السعادة و الهدى مباينة بالحقيقة و النوع عندنا للتي لأهل الشقاوة و الهوى و إن وقع الاشتراك بينهما في أصل الإحساس و الشعور- فإن مدارك أهل السعادة و مرائيهم مطهرة عن رجس الهيولى منورة بنور المعرفة و التقوى- و مدارك الأشقياء المدبرين و المردودين إلى أسفل سافلين مغشاة بغشاوة الطبع مظلمة بظلمات الجهل و الهوى و بالجملة السمع و البصر و الفؤاد التي لأولئك الأصحاب و أولي الألباب- قد وقع لها التبديل الأخروي و التحويل الإلهي الذي به تستأهل لأن تكون من أبواب الجنة التي هي دار الحسنات و منزل الخيرات و أما السمع و البصر و الفؤاد التي لأصحاب النار و الأشقياء الفجار فصارت أنحس مما كانت و أظلم و أنجس فناسبت لأن تكون مداخل و أبوابا لدار الظلمات و معدن البوار و النكال و العذاب.

مكاشفة تنبيهية:

اعلم هداك الله لسلوك سبيل الآخرة على الصراط المستقيم أن الجنة التي يصل إليها من هو من أهلها هي مشهودة لك اليوم من حيث محلها [1] لا من حيث صورتها و أنت تتقلب فيها على الحال التي أنت عليها و لا تعلم أنك فيها فإن الصورة الطبيعية تمنعك و تحجبك عن مشاهدتها و مشاهدة ما أعدت فيها من نعيمها و غرفاتها و أشجارها و أنهارها و طعامها و شرابها فأهل الكشف الذين أدركوا ما غاب عنهم يرون ذلك المحل و يرون من كان في روضة خضراء و إن كان جهنميا يرونه بحسب ما يكون فيه من لغوب و نصب من حرورها و زمهريرها و نيرانها و لهبها و حياتها


[1] و هو باطن النفس و ملكاتها العلمية و العملية، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست