نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 320
إنما هي الأمور الإدراكية و الجهات الفاعلية و لا دخل للمواد و
الأسباب القابلية- لأن وجود الأشياء هناك وجود صوري من غير مادة و لا حركة و لا
انفعال و تجدد و انتقال- و أما النار فهي دار أهلها في هوان و أسقام و أحزان و
آلام و جوع و عطش[1]و تجدد- عذاب و
تبدل جلود لا يموتون فيها و لا يحيون و لا يقضى عليهم فيموتوا و لا يخفف عنهم من
عذابها و أهل النار حقا هم المشركون و الكفار وجوههم مسودة و أما المذنبون من أهل
التوحيد فإنهم يخرجون منها بالرحمة التي تدركهم و الشفاعة التي تنالهم- و في
الرواية التي عن أئمتناع أنه لا يصيب أحدا من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوا
و إنما[2]يصيبهم الله
الآلام عند الخروج منها فتكون تلك الآلام جزاء بما كسبت أيديهم و ما الله بظلام
للعبيد و هذه الرواية مطابقة لأصولنا العقلية لأن العارف بالتوحيد يكون نفسه منورة
بنور الحق و اليقين مرتفعة عن العالم الأسفل إلى مقام العلويين و النار لا يدخل في
محل المعرفة و الإيمان و إنما سلطانها على الجلود و الأبدان
كما ورد في الحديث: النار لا تأكل محل الإيمان
فأهل النار بالحقيقة هم المشركون و الكفارلا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَ لا شَراباً إِلَّا حَمِيماً وَ
غَسَّاقاًو إن استطعموا
أطعموا من الزقوم و إن استغاثوا أغيثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب و ساءت
مرتفقا ينادون من مكان بعيد ثم قيل لهم اخسئوا و لا تكلمون و نادوا يا مالك ليقض
علينا ربك قال إنكم ماكثون.
و مما يجب[3]أن
تعلم أن الجنة التي خرج منها أبونا آدم و زوجته لأجل
[1]كما ترى هنا أهل الدنيا لا يشبعون يزيد حرصهم و شرههم يوما
فيوما و تبديل جلودهم تجدد طبائعهم بحركة جوهرية لا يموتون إذ لهم حياة حيوانية و
لا يحيون إذ ليس لهم حياة عقلية الناس موتى و أهل العلم أحياء لا يقضى عليهم
فيموتوا كما استدعوا عن مالك بقولهم ليقض علينا ربك إذ ذبح الموت بشفرة يحيى، س
ره
[2]لأنسهم بها و إنما تصيب عند الخروج للخروج عن المألوف و
هذا كما في أهل الدنيا لا يتألمون من نار الطبيعة عند اشتغالهم بها و يتألمون عند
الخروج و عند الاشتغال بتذكر الموت و التفكر في المآل، س ره
[3]هذا قد مضى نقلا عن الشيخ محيي الدين العربي في هذا السفر،
س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 320