فهو مثل عرض الجيش ليعرف أعمالهم في الموقف و هو مجمع الخلائق لأن
حجب الأزمنة و تغاير الأمكنة مرتفعة في ذلك العالم فالجميع مع اختلاف أزمنتهم و
أمكنتهم في الدنيا حاضرون هناك في عرصة واحدة في يوم واحدقُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلى
مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ
: و سئل ص عن قوله تعالىفَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراًفقال ذلك هو العرض
فإن من نوقش في الحساب عذب و كما يعرف الأجناد عند عرض الجيش بزيهم و
لباسهم فيعرف الناس هناك بوجوههم و سيماهم و على صور نياتهم و أخلاقهم كما مر
تحقيقه- فيُعْرَفُ
الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَ الْأَقْدامِكحال الأسارى و الدواب هاهنا.
و أما الكتب
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ
حِساباً يَسِيراً وَ يَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراًو هو المؤمن السعيد لأن كتاب نفسه من جنس الألواح[2]العالية- و الصحف المكرمة المرفوعة و أما
من أوتي كتابه بشماله و هو المنافق الشقي لأن كتابه من جنس الصحائف السفلية و
الكتب الحسية المغلوطة القابلة للإحراق كما قال تعالىإِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍو أما الكافر فلا كتاب له و المنافق لمكنة استعداده سئل عنه الإيمان
و ما قبل منه الإسلام كما قبل من عوام أهل الإسلام و يقال في حقهإِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
الْعَظِيمِو يدخل[3]فيه المعطل و المشرك و الجاحد المتكبر
على الله و يكون المنافق في باطنه واحدا من هذه الثلاثة و لا ينفع له صورة
الإسلام- كما ينفع للضعفاء و العوام لما ذكرناهوَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِفهم الذين أوتوا الكتاب فنبذوه وراء ظهورهم و
اشتروا به ثمنا قليلا فإذا كان يوم القيامة قيل
[3]أي في الكافر المطلق و لا يعود الضمير إلى المنافق لأن كفر
النفاق مقابل كفر التعطيل و الشرك و الجحود أولا و لو كان بدل كلمة فيه كلمة في و
رجع المستتر في يدخل إلى المنافق كان قوله و يكون المنافق إلخ عطفا تفسيريا له، س
ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 314