نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 3
الحيوان بعد بلوغه إلى تمام الخلقة نطفة و علقة لأن هذه الحركة
جوهرية ذاتية- لا يمكن خلافها بقسر أو طبع أو إرادة أو اتفاق فلو تعلقت نفس منسلخة
ببدن آخر عند كونه جنينا أو غير ذلك يلزم كون أحدهما بالقوة و الآخر بالفعل و كون
الشيء بما هو بالفعل بالقوة و ذلك ممتنع لأن التركيب بينهما طبيعي اتحادي و
التركيب الطبيعي يستحيل بين أمرين أحدهما بالفعل و الآخر بالقوة.
هذا ما سنح لنا بالبال و بيانه على الوجه المقرر عند القوم أن الصورة
في كل مركب طبيعي من مادة و صورة سواء كانت نفسا أو طبيعة بينها و بين مادتها سواء
كانت بدنا حيوانيا أو جسما طبيعيا آخر أو أمرا آخر نوع اتحاد لا يمكن زوال إحداهما
و بقاء الأخرى- بما هما مادة أو صورة فإن نسبة المادة إلى الصورة نسبة النقص كما
برهن عليه بالبيانات الحكمية و التعليمات الإلهية فوجود كل مادة أنما هو بصورتها
التي يخرج بها من القوة إلى الفعل و هذية كل صورة من حيث ذاتها و ماهياتها بما هي
تلك الصورة بمادتها التي هي حاملة تشخصها و مخصصة أحوالها و أفعالها الخاصة فإذا
تكونت مادة من المواد فهي أنما تكونت بتكون صورتها معها التي من سنخها و إذا فسدت
فسدت معها صورتها لما علمت أن صورة كل شيء تمامه و كماله فوجود الشيء الناقص من
حيث هو ناقص مستحيل لأن تمام الشيء مقومه و علته و كذا كمال الشيء بما هو كماله
إذا فسد فسد ذلك الشيء نعم ربما تكون الصورة لا بما هي صورة لشيء بل باعتبار
كونها ذاتا مستقلة و صورة لذاتهما لها وجود آخر و حينئذ وجودها لا يستلزم وجود
مادة معها و كذلك قد تكون لمادة الشيء لا بما هي مادة له تقوم بصورة أخرى غير تلك
الصورة فتوجد معها و تتحد بها في نحو آخر من الوجود و ذلك لأن حقيقة المادة في
ذاتها حقيقة مبهمة جنسية شأنها الاتحاد بمبادي فصول متخالفة هي صور نوعية فكما أن
كل حصة من الجنس إذا عدمت عدم معها الفصل المحصل لها و كذا عدم ذلك الفصل عدمت تلك
الحصة الجنسية التي يتحد معها و يتقوم بها نوعا فكذلك حال كل نفس نسبتها إلى البدن
الخاص بها في الملازمة بينهما في الكون و الفساد فإن النفس من حيث هي نفس هو
بعينها صورة نوعية للبدن- و علة صورية لماهية النوع المحصل النفساني و البدن بما
هو بدن مادة للنفس المتعلقة به
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 3