responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 270

للأرواح غير أن حياة الأرواح تظهر لها في الأجسام بانتشار ضوئها فيها و ظهور قواها و حياة الأجسام الذاتية ليست كذلك إذ ما خلقت مدبرة فبحياتها الذاتية تسبح ربها دائما- لأنها صفة ذاتية سواء كانت الأرواح فيها أو لا و ما يعطيها أرواحها فيها إلا هيئة أخرى عرضية في التسبيح بوجودها و إذا فارقها الروح فارقها ذلك الذكر الخاص فيدرك المكاشف الحياة التي في الأجسام كلها و إذا اتفق على أي جسم كان أمر يخرجه عن نظامه مثل كسر آنية أو كسر حجر أو قطع شجر فهو مثل قطع يد إنسان أو رجله تزول عنه حياة الروح المدبرة له- و يبقى عليه حياته الذاتية له فإنه لكل صورة في هذا العالم روح مدبرة و حياة ذاتية- تزول الروح بزوال تلك الصورة كالقتل و تزول الصورة بزوال ذلك الروح الصورة كالميت الذي مات على فراشه و لم يغرب عنقه و الحياة الذاتية الذي لكل جوهر غير زائلة انتهى كلامه.

أقول يجب أن يعلم‌ [1] أن الكشف و البرهان شاهدان على أن الجسم الذي حياته‌


[1] أقول لعمري إن ما ذكره الشيخ تحقيق بالغ يليق أن يكتب بالتبر لا بالحبر- و حاصله أن الحياة قد تطلق و يراد بها مبدأ الدرك و الفعل كما يقال الحي هو الدراك الفعال و هي التي نسبوها إلى الأرواح و هي ذاتية للأرواح عرضية للأجسام و قد تطلق و يراد بها الوجود الحقيقي البسيط المبسوط و كفاك شاهدا تسميتهم الوجود المنبسط بالحياة السارية في كل شي‌ء و قد مر من المصنف قدس سره غير مرة و الحياة بهذا المعنى هي التي جعلها الشيخ العربي ذاتية للأجسام الموجودة و هذا كذلك كيف و الجسم موجود و الوجود حياة في كل بحسبه و ما اتفق عظماء الفلاسفة عليه من أن الأجسام داثرة هالكة أو أموات أو غواسق إنما هو باعتبار الحياة بالمعنى الأول فإنها عرضية واردة عليها من قبل الأرواح فتصيرها ذوات حياتين و ذكرين كما قال الشيخ و العجب من المصنف قدس سره أنه ينادي في هذا الكتاب و في غيره بأن الحياة و العلم و الإرادة و العشق و نحوها توابع الوجود بل عينه مصداقا و هوية و أنها كالوجود في كل بحسبه- و هنا كذب الشيخ بل كذب نفسه و إني أيدت و نورت هذه القاعدة الشامخة كثيرا بوجود النفوس الناطقة و إن عين علمها بذاتها لذاتها و عين الحياة و النور و عين إرادتها بذاتها لذاتها- و عشقها بذاتها لذاتها و قدرتها بذاتها على شئونها و فنونها و قواها و صورها و مظهرها و مجلاها و غير ذلك من الكمالات بل النفوس عنده قدس سره و عند بعض المحققين ليست إلا الوجود و ما جعله الشيخ حياة أيضا من الصور الطبيعية في الأحجار و الصور الصناعية في الأواني إنما هي بمعنى الوجود أيضا إلا أنها أيضا عرضية لزوالها و ما قال إن الأجسام ذاكرة مسبحة لله حققه المصنف قدس سره في أوائل الأمور العامة و قد أحققت ذلك في الحواشي و بالنظر إلى إسقاط الإضافات تسبيحها منطو في تسبيحه كما قال تعالى‌ وَ إِنْ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ‌ أي بتسبيحه لذاته، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست