نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 244
من ممكن إلا و له فاعل و غاية و من الموجودات و هي المركبات ما له
علل أربع الفاعل و الغاية و المادة و الصورة و لكل غاية غاية أخرى و لا يتسلسل إلى
غير النهاية بل ينتهي إلى غاية أخيرة لا غاية لها كما أن لكل مبدإ مبدأ حتى ينتهي
إلى مبدإ أول لا مبدأ له و قد ثبت بالبرهان أن بارئ الكل لا غاية في فعله سوى ذاته
و أنه غاية الغايات كما أنه مبدأ المبادي و لا شك أن غاية الشيء ما له أن يصل
إليه[1]إلا لمانع
خارجي- و كلما لا يمكن الوصول إليه لم يكن إطلاق الغاية عليه إلا بالمجاز فلم يكن
غاية بالحقيقة و قد فرضناها غاية هذا خلف فثبت بما ذكرناه أن جميع الممكنات بحسب
الطبائع و الغرائز طالبة إياه تعالى منساقة إليه متحركة نحوه انسياقا معنويا و
حركة ذاتية و هذه الحركة و الرغبة لكونهما مرتكزين في ذاتها من الله لم تكونا هباء
و عبثا و لا معطلا فلا محالة غايتها كائنة متحققة مترتبة عليها إلا لعائق قاصر و
القسر لكونه خلاف الطبع لا يكون دائميا بل منقطع كما سبق بيانه فيزول القواسر و
الموانع و لو بعد زمان طويل فتعود الأشياء كلها إلى غاياتها الأصلية و غاية الشيء
أشرف لا محالة من ذلك الشيء فغاية كل جوهر هي أقوى جوهرية و أتم وجودا و أشرف
مرتبة من ذلك الجوهر و هكذا ننقل الكلام إلى تلك الغاية حتى تنتهي إلى غاية أخيرة
لا أشرف منها- و لا غاية بعدها دفعا للتسلسل و هي غاية الغايات و منتهى الحركات و الرغبات
و مأوى العشاق الإلهيين و المشتاقين و ذوي الحاجات فالكل محشور إليه تعالى و هو
المطلب.
و أما البيان التفصيلي فلنورده في دعاو
الدعوى الأولى في حشر العقول الخالصة إلى الله تعالى
قد سبق مرارا أنها مستهلكة الهويات في هويته تعالى و أنها باقية
ببقاء الله راجعة إليه و لنوضح ذلك بذكر وجوه من البراهين.
[1]و كما لا بد أن يصل إليه لا بد أن يكون بنحو التحول و
الصيرورة كصيرورة النفس الحيوانية التي في صراط الإنسان نفسا ناطقة و العقل بالفعل
مستفادا و المستفاد عقلا فعالا و العبارة في الرجوع إلى الله هي الفناء بالطمس و
المحق و هذا الوصول إلى الغايات- حتى غاية الغايات عبارة أخرى للحشر و الجزاء و
الحكيم الإلهي يقول به بكلتا العبارتين- 244 فيقول لكل شيء غاية لا بد أن يصل
إليه حتى أن للطبائع غايات، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 244