responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 242

عن السجن و قيده.

فنقول في كراهة الموت البدني للنفوس الإنسانية سببان فاعلي و غائي أما السبب الفاعلي فهو أن أول نشئات النفس هي هذه النشأة الطبيعية البدنية و لها الغلبة على النفوس- ما دامت متصلة بالبدن متصرفة فيه فيجري عليها أحكام الطبيعة البدنية و يؤثر فيها [1] كلما يؤثر في الجوهر الحسي و الحيوان الطبيعي من الملائمات و المنافيات البدنية- و لهذا تتألم و تتضرر بتفرق الاتصال و الاحتراق بالنار و أشباه ذلك لا من حيث كونها- جواهر نطقية و ذواتا عقلية بل من حيث كونها جواهر حسية و قوى تعلقية فتوحشها من الموت البدني و كراهتها إنما يكون لحصة لها من النشأة الطبيعية و هي متفاوتة بحسب شدة الانغمار في البدن و الانكباب فيه على أنا لا نسلم الكراهة عند الموت الطبيعي الذي يحصل في آخر الأعمار الطبيعية دون الآجال الاخترامية و أما ما يقتضيه العقل التام و قوة الباطن و غلبة نور الإيمان بالله و اليوم الآخر و سلطان الملكوت فهو محبة الموت الدنيوي و التشوق إلى الله و مجاورة مقربيه و ملكوته و التوحش عن حياة الدنيا و صحبة الظلمات و مجاورة المؤذيات فالعارف يتوحش من صحبة حيوانات الدنيا- توحش الإنسان الحي من مقارنة الأموات و أصحاب القبور و أما السبب الغائي و الحكمة في كراهة الموت هو محافظة النفس للبدن الذي هو بمنزلة المركب في طريق الآخرة و صيانته عن الآفات العارضة ليمكن لها الاستكمالات العلمية و العملية إلى أن يبلغ كمالها الممكن و كذا إرادة الله تعالى تعلقت بإبداع الألم و الإحساس به في غرائز الحيوانات و الخوف في طباعها عما يلحق أبدانها من الآفات العارضة و العاهات الواردة عليها حثا لنفوسها على حفظ أبدانها و كلالة أجسادها و صيانة هياكلها من الآفات العارضة لها إذ الأجساد لا شعور لها في ذاتها و لا قدرة على جر منفعة أو دفع مضرة- فلو لم يكن الألم و الخوف في نفوسها لتهاونت النفوس بالأجساد و خذلتها و أسلمتها إلى‌


[1] لأن النفس لطيفة في الغاية تتزيى بزي أي شي‌ء تتوجه إليه فكأنها في أول الأمر عين الجسم المتصل و عين مزاجه المعتدل و بين الانفصال و الاتصال مضادة و بين الاعتدال و سوء المزاج منافرة و الموت بغلبة أحد الأضداد على الآخر، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست