نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 237
مشهورين أحدهما كل مولود يولد على الفطرة و الآخر أن الله قد خلق
الخلق في ظلمة- ثم رش عليها من نوره الحديث و اعلم يا حبيبي أنه كما لا بد من
ورودك إلى هذا العالم الحسي فلا بد لك في الخلاص عنه و عن علائقه من معرفة الأمور
المحسوسة لأن المهاجرة عنها أنما يكون بالزهد فيها و هو لا يحصل إلا بمعرفتها و
العلم بدناءتها و خستها و لأن الدنيا و الآخرة واقعتان تحت جنس المضاف من جهة
الدنو و العلو و الدناءة و الشرف- و الأولوية و الأخروية و معرفة أحد المضافين
يستلزم معرفة الآخر معا و كذا جهالة أحدهما مع جهالة الآخر فمن لم يعرف الدنيا و
خستها لم يعرف الآخرة و شرفها و من لم يعرف الآخرة و شرفها كيف اختارها و اشتاق
إليها و لهذا و لوجوه أخرى اعتنى الحكماء بالبحث عن الأجسام الطبيعية و أحوال
المحسوسات لينتقلوا منها إلى ما وراء المحسوسات- و ما بعد الطبيعيات كما قال
تعالىوَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ
النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ
فصل (12) في تذكر أن الموت حق و البعث حق
قد علمت من تضاعيف ما أسلفنا ذكره من أن لكل شيء جوهري حركة جبلية
نحو الآخرة و تشوقا طبيعيا إلى عالم القدس و الملكوت و له عبادة[1]ذاتية تقربا
[1]و هذه العبادة امتثال للأوامر و النواهي التكوينية كما أن
العبادة التكليفية امتثال للأوامر و النواهي التشريعية و الغاية فيهما جميعا في
القرب هي التقرب إلى الله تعالى و في البعد هي البعد عن جهنم في التكليفية و البعد
عن هاوية الهيولى و دركات الطبيعة في الذاتية التكوينية فكل شيء غلب عليه أحكام
التجرد و كل من غلب عليه التخلق بأخلاق الروحانيين- فهو أوفر حظا من رحمة الله و
كل شيء غلب عليه أحكام التجرم و لوازم الطبيعة فهو أكثر ملعنة من الله و لهذا ورد
أن الدنيا ملعونة و ملعون من فيها أي من حيث هو فيها لا الذين بأبدانهم فرشيون و
بقلوبهم عرشيون فالعقل البسيط الكامل علما و عملا وعاؤه الدهر الأيمن الأعلى لا
الزمان و حيزه الجبروت لا المكان و إن كان جسده في الزمان و المكان و الجهة و
غيرها من لوازم عالم الطبيعة فإذا ورخ الإنسان الكامل و أقت و مكن و أين فالعقل
اليقظان على إيقان أن هذه أحكام مركبة و أما عقله البسيط فهو عري و بريء عنها لا
تاريخ له و لا متى و لا يقال له أين و حتى، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 237