نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 216
تصوير الحقائق و تمثيل الأمور الأخروية لكان الأمر كما ذكره لكن
المقصود منها تمثيل الحقائق و تصوير النشأة الباقية فلا يلزم ما ذكره و إلا فجميع
باب التمثيل- يلزم أن يكون إضلالا.
و منها ما تشبث به أكثر الطبيعيين و الدهريين
المتشبهين بالفلاسفة أن حدوث الإنسان و غيره من المركبات العنصرية
لا يكون إلا من الأسباب السماوية و القوابل الأرضية و بإعداد حركات فلكية و
استحالات مادية و انقلابات زمانية تحتاج إلى مضي أزمنة و دهور كثيرة- لأن هذا
مبلغهم من العلم حيث لم يرتفع نظرهم من هذه النشأة الطبيعية إلى نشأة أخرى يحصل
الأشياء الصورية فيها بمجرد الأسباب الفاعلية لا جرم أنكروا طريق الوجود و الإيجاد
إلا على نهج التحريك و الإعداد للاستعداد و لو يعلموا الفرق أيضا بين الوجودين
اللذين للإنسان فقاسوا الفطرة الثانية بالفطرة الأولى في جميع الأحكام و قد نبه الله
تعالى في كثير من الآيات القرآنية على أن إنشاء الآخرة و إيجاد الأمور الأخروية
على وجه الإعادة كإيجاد هذا العالم في الابتداء بمحض إفاضة الله تعالى كقولهكَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ
نُعِيدُهُفكما أن وجود
الأفلاك و الكواكب و الأركان ليس بحركة و زمان و استعداد و إعداد- لأسباب قابلية
بل بعناية ربانية فكذلك حكم النشأة الأخروية لأن الموجودات هناك صورة مستقلة
الوجود بلا مادة فليس لها من الأسباب إلا واهب الصور و الصور هناك قائمة بالفاعل
لا بالقابل كما مر مرارا.
و منها أن الحشر و بعث الأبدان إما أن يقع لبعضها أو لجميعها
فالأول ترجيح من غير مرجح لأن استحقاق الثواب و العقاب مشترك بين
الناس أجمعين فلا وجه لبعث البعض دون البعض و الثاني يوجب التزاحم المكاني لأجساد
الناس و حسابهم و كتابهم- و إليه الإشارة بقوله تعالىأَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَ وَ آباؤُنَا الْأَوَّلُونَفأزال الله تعالى هذا الاستبعاد و
الاستنكار بقوله تعليما لنبيه صقُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلى
مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍفنبه
تعالى[1]عباده بأن لا
تزاحم بين الأجساد في نحو الوجود الأخروي لما
[1]إن قلت ظاهر الآية لم يرفع الاستبعاد- قلت بل رفعه بقوله
يوم معلوم فإنه يوم دهري لا زماني فإن الزماني ليس علما و معلوما بالذات إنما هو
علم كالماديات باعتبار تجلببه بصور معلومة بالذات فهذا كقوله تعالىوَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ
مَعْلُومٍ،س
ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 216