responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 21

النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا و قوله تعالى‌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّى‌ و كقوله تعالى‌ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ‌ و مما يدل على أن نوع العلماء من البشر- مباين لغيرهم‌ [1] قوله تعالى‌ وَ مِنَ النَّاسِ وَ الدَّوَابِّ وَ الْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ‌ كذلك‌ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ فالنفس ما دامت تكون بالقوة و في أول الفطرة يمكن لها اكتساب أي مرتبة و مقام شائت لمكان استعدادها الأصلي قبل صيرورتها بالفعل شيئا من الأشياء المتحصلة و أما إذا صارت مصورة بصورة باطنية و استحكمت فعليتها و رسخت و قوى تمكنها في النفس فاستقرت النفس على تلك المرتبة تبطل عنها استعداد الانتقال من نقص إلى كمال و تطور من حال إلى حال فإن هذا الرجوع إلى الفطرة الأولى- من الفطرة الثانية ممتنع كما مر و العود إلى مرتبة التراب و الهيولى مجرد تمني أمر مستحيل و المحال غير مقدور عليه‌

حكمة عرشية: إن للنفس الإنسانية نشآت ثلاثة إدراكية

النشأة الأولى‌

هي الصورة الحسية الطبيعية و مظهرها الحواس الخمس الظاهرة- و يقال لها الدنيا لدنوها و قربها لتقدمها [2] على الأخيرتين و عالم الشهادة لكونها مشهودة بالحواس و شرورها و خيراتها معلومة لكل أحد لا يحتاج إلى البيان و في هذه النشأة لا يخلو موجود عن حركته و استحالته و وجود صورتها لا تنفك عن وجود مادتها-

و النشأة [3] الثانية

هي الأشباح و الصور الغائبة عن هذه الحواس و مظهرها


[1] وجه الدلالة أنه جعلهم في مقابلة الناس و الدواب و الأنعام الذين لا اختلاف بينهم إلا بحسب الألوان و الأشكال و أما بحسب الباطن فالناس الغفلة الجهلة ملحقون بهما و لا خشية لهم من ربهم و قصر الخشية بكلمة إنما على العلماء فهم كما أنهم مخالفون بالنوع للدواب و الأنعام كذلك للناس الموافقين لهما في الباطن سيما في الآية قراءة أخرى و هي رفع كلمة الله و نصب علماء أي لو جاز عليه الخشية إنما يخشى منهم أن يتفوهوا بالشطحيات أو بالترجية المحضة، س ره‌

[2] متعلق بالأولى، س ره‌

[3] لكونها مخالفة للنشأة الأولى كانت صور الأولى مخلوطة بالمادة قابلة للحركة و الاستحالة كما قال و صور الثانية صرفة مجردة عن المادة و ليست قابلة للتحول فصور البسائط هناك ليست قابلا للامتزاج و المزاج و حصول مولود من المواليد منها- إذا المادة القابلة للانقلابات مفقودة هناك و إلا كانت دنيا لا الآخرة و لذا ليست تلك الدار دار الترقي و أما الحركات الأينية التي هناك فهي صورية صرفة و حققناه في موضع آخر، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست