نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 154
وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَ وَ آباؤُنَا
الْأَوَّلُونَو أشير إلى
إمكانها هذا بوجوه أربعة- أولها قوله تعالىأَ فَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ
نَحْنُ الْخالِقُونَوجه الاستدلال
بهذا أن المني إنما يحصل من فضلة الهضم الرابع و هو كالطل المنبث في أطراف الأعضاء
و لهذا يشترك كل الأعضاء و يجب غسلها بالالتذاذ الواقع لحصول الانحلال عنها كلها
ثم إن الله تعالى سلط قوة الشهوة على البنية حتى أنها تجمع[1]تلك الأجزاء الطلية فالحاصل أن تلك الأجزاء كانت متفرقة جدا
أولا في أطراف العالم ثم إن الله جمعها في بدن ذلك الحيوان و جمعها الله في أوعية
المني ثم إنه أخرجها ماء دافقا إلى قرار الرحم فإذا كانت هذه الأجزاء متفرقة
فجمعها و كون منها هذا الشخص فإذا افترقت بالموت مرة أخرى فكيف يمتنع عليه جمعها
مرة أخرى و هذا تقرير الحجة و إن الله ذكرها في مواضع من كتابه منها في سورة الحجيا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ
فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍإلى قوله-ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى
وَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ
فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ.
و منها في سورة المؤمنين بعد ذكر مراتب الخلقةثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ- ثُمَّ إِنَّكُمْ
يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ.
و منها في سورة لا أقسمأَ لَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى ثُمَّ كانَ عَلَقَةً
فَخَلَقَ فَسَوَّىو منها في سورة
الطارقفَلْيَنْظُرِ
الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَإلى قولهإِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌو ثانيها قوله تعالىأَ فَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ
نَحْنُ الزَّارِعُونَوجه
[1]أي بالتبخير كما قال كثير من أفاضل الأطباء إنه يتبخر تلك
الرطوبة من كل واحد من الأعضاء حتى يتصعد إلى الدماغ و هناك يفارقها الحرارة
المبخرة فتبرد و تتكاثف ثم تنزل في العروق التي خلف الأذنين و تنفذ إلى النخاع ثم
تنزل إلى الكليتين ثم إلى الأنثيين و لهذا قيل إن قطع العرقين اللذين خلف الأذنين
يقطع النسل، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 154