responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 143

الخارجة كما مر و لا شك أن أليقها و أنسبها في أن يعتني تكميل النفوس الإنسانية- هو أبوها القدسي و مثالها العقلي المسمى بلسان الشرع جبرئيل روح القدس و في ملة الفرس كان يسمى روانبخش و في كثير من الآيات القرآنية تصريح بأن هذه المعارف في الناس و في الأنبياء ع يحصل بتعليم الملك و إلهامه كقوله تعالى‌ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى‌ و قوله‌ قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ [1] و كيفية وساطة هذا الملك المقرب العقلاني- في استكمالاتنا العلمية أن المتخيلات المحسوسة إذا حصل في قوة خيالنا يحصل منها من جهة المشاركات و المباينات المعاني الكلية و لكنها في أوائل الأمر مبهمة الوجود- ضعيفة الكون كالصور المرئية الواقعة في موضع مظلم فإذا كمل استعداد النفس و تأكد صلاحيتها بواسطة التصفية و الطهارة عن الكدورات و تكرر الإدراكات و الحركات الفكرية- أشرق نور العقل الفعال عليها و على مدركاتها الوهمية و صورها الخيالية فيجعل النفس عقلا بالفعل و بجعل مدركاتها و متخيلاتها معقولات بالفعل و فعل العقل الفعال في النفس و صورها المتخيلة الواقعة عندها كفعل الشمس في العين الصحيحة و ما عندها من الصور الجسمانية الواقعة بحذائها عند إشراقها على العين و على مبصراتها فالشمس مثال العقل الفعال و قوة الإبصار في العين مثال قوة البصيرة في النفس و الصور الخارجية التي بحيالها مثال الصور المتخيلة الواقعة عند النفس فكما أن قبل إشراق الشمس عند الظلام يكون البصر بصرا بالقوة و المبصرات مبصرات بالقوة فإذا طلعت الشمس و أشرق عليها صارت القوة البصرية رائية مبصرة بالفعل و تلك الملونات التي بحيالها مرئيات مبصرة بالفعل فكذلك مهما طلع على النفس هذا النور القدسي و أشرق ضوؤه عليها و على مدركاته الخيالية صارت القوة النفسانية عقلا و عاقلا بالفعل و صارت المتخيلات معقولات بالفعل و ميزت القوة العقلية بين المكتسبات الحاصلة ذاتياتها عن عرضياتها


[1] بناء على أن المراد بالعليم الخبير هو الملك أو الله تعالى بواسطة الملك لكن ليس في الآية تصريح به فليس دلالتها نصا بل دلالتها على المطلوب بضميمة أن ربط الحادث بالقديم بواسطة و طريقة العرفاء أن الأسماء الحسنى هي الأرباب للأنواع و فيها دلالة عليها و على الأول إسناد التنبئة إلى العليم الخبير لأن الوسائط مجالي علم الله- كقوله‌ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ‌، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست