نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 126
و وساوس الوهم و دعابة المتخيلة ارتفع الحجاب و زال المانع الخارجي و
دام الاتصال لأن النفس باقية و المبدأ الفعال باق و الفيض من جهته مبذول و النفس
متهيأة- و الحجابان أعني الداخلي و الخارجي مرتفعان أما الداخلي و هو قصور النفس و
هيولانيتها و وغولها في البدن و اتحادها به فبخروجها من القوة إلى الفعل و
صيرورتها راجعة إلى ذاتها العقلية و تميزها عن البدن و قواه غاية التميز و أما
الخارجي و هو البدن و حواسه كغلاف فيه مرآة مصيقلة فبخروجها عن غلاف البدن بالموت
فإن البدن و الحواس و إن احتيج إليها في ابتداء الأمر ليحصل بواسطتها الخيالات
الصحيحة حتى تستنبط النفس من الخيالات المعاني المجردة و تتفطن بها و تتنبه إلى
عالمها و مبدئها و معادها إذ لا يمكن لها في ابتداء النشأة التفطن بالمعارف إلا
بواسطة الحواس و لهذا قيل من فقد حسا فقد علما فالحاسة نافعة في الابتداء عائقة في
الانتهاء كالشبكة للصيد و الدابة المركوبة للوصول إلى المقصد ثم عند الوصول يصير
عين ما كان شرطا- و معينا شاغلا و وبالا.
و اعلم أن سعادة كل قوة بنيل ما هو مقتضى ذاتها
من غير عائق و حصول كمالها من غير آفة و لا شك أن كمال كل ما هو من
باب نوعه و جنسه فكمال الشهوة هو حصول مشتهاها و كمال القوة الغضبية هو الغلبة و
الانتقام و كمال الوهم و سعادته هو الرجاء و التمني و لكل حاسة الإحساس بالكيفية
المحسوسة التي هي من نوعه- فللمس إدراك الكيفية المزاجية المعتدلة المتوسطة بين
أوائل الكيفيات الأربع اعتدالا و توسطا قريبا من اعتدال اللامسة و توسطها و للذوق
إدراك الطعوم المناسبة لمزاج الآلة و البدن كالحلاوات و الدسومات و غيرها و للشم
الروائح الطيبة و للبصر الأنوار و الألوان و للسمع الأصوات المؤتلفة و النغمات
المطربة و للخيال تصور المستحسنات و هي إما مثل المحسوسات المرتفعة إلى الخيال أو
حكايات المعقولات
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 126