responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 124

فيكون مجرد المعرفة باللذيذ العقلي سبب الوصول إليه و الالتذاذ به عند رفع المانع و هو الاشتغال بالبدن و قد انقطع بالموت و هذا بخلاف الشعور بالمحسوسات اللذيذة فإنه غير كاف للوصول إليها و الإحساس بها لإمكان الحجب الجسمانية بين الحواس و محسوساتها اللذيذة و السبب فيه ضيق وجودها و ضعف حصولها و فقد بعض أجزائها عن بعض و غيبته عنه فلا حضور للجسم عند نفسه و لا عند شي‌ء آخر فكذا الجسماني القائم به من الصفات و الأعراض و لهذا ليس للأجسام بما هي أجسام حياة و لا شعور و أما الأجسام الحية فليس كونها جسما هو كونها حية إنما الحياة لها بسبب كون آخر يطرأ عليها بسبب حي بالذات هو نفسها الحيوانية و لو كان وجود الجسم حياة له كان وجود كل جسم حياة له و ليس كذلك و أما ما ليس بجسم و إن كان ذا تعلق به فليس يمتنع بأن يكون وجوده بعينه حياته كالواجب تعالى و العقول و النفوس الفلكية- و الإنسانية و الحيوانية و ليست الحياة ما به يكون الشي‌ء حيا غير نفس وجوده فإنه من المستحيل أن يصير الشي‌ء بهذا الوجود ذا هذا الوجود بل حياة الشي‌ء حييته كما هو طريقتنا في باب الوجود و كذا المضاف و الأين و الاتصال في الصورة الجسمية- و النفسية في النفس و النورية في المفارقات و التقدم و التأخر الزمانيتين في الأكوان المتجددة.

و الغرض من إيراد هذا الكلام هاهنا أن يعلم أن الوجود الجسماني يصحبها الموت و الغفلة و الهجران و الفوت سواء كان هذا الوجود من طرف المدرك المشتاق أو في طرف المشتاق إليه لما فيه من قلة الحضور و الوجدان و بقدر تعلق الشي‌ء سواء كان مدركا أو مدركا كان الحضور أقل و الإدراك أنقص حتى أن شعورنا بذواتنا حين فارقنا البدن كان أشد لأن حضورنا لنا أتم و أوكد و أكثر الخلق لاستغراقهم بأبدانهم المادية و شواغلها نسوا أنفسهم كما قال تعالى‌ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ‌ و ذلك لأنهم لا يشعرون بذواتهم مع هذه العلاقة الشديدة إلا مخلوطا [1] بالشعور بأبدانهم لأن‌


[1] فيظنون أنفسهم في الجهة السفلي و مؤرخة بتأريخ معين بالعرض للبدن و هي مجردة بالذات عن الجهات و الأوقات بل الكليات العقلية على مذهب المنكرين للمثل الأفلاطونية كل منها بلا زمان و مكان و جهة و نحوها فكيف من ينشئها و الكليات العقلية بل الجزئيات الخيالية موجب ضعفها بعلاوة ضعف توجهها إليه جعل النفس إياها مرائي ملاحظة الخارجيات لا ملحوظات بالذات و لو جعلتها ملحوظات لقويت كما في الآخرة و الجزئيات عند أهل العلم الكلي ينبغي أن تلحظ لاقتناص الكليات و لو لا هذه الموجبات ينبغي أن يتفطن النفس بأن كل كلي له وحدة جمعية و وجود نوري محيط- و جميع رقائقه و رقائق رقائقه من أفراده المثالية و الطبيعية شروقه و بروقه و مشمولاته- و له الكثرة في الوحدة و الوحدة في الكثرة، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست