نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 112
الخوف و الهرب كلها معان جسمانية يحتاج إلى ضرب من التجريد حتى تصير
عقلية- و هذا جواب غير نافع و كلام مجمل فإن أصل الإشكال بأن الخوف و الهرب و
الشهوة و الغضب و المحبة و ما يجري مجراها كلها من قبيل المعاني الغير القابلة
للقسمة- و ليست من قبيل الأمور[1]ذوات
الأوضاع و الأشكال و المقادير و الأطراف فكيف تحل في الجسم و هي لا تقبل الوضع و
الانقسام لا بالذات و لا بالعرض كالسواد و الطعم و الرائحة و حكمها قبل التجريد
حكم كثير من الأشياء بعد التجريد فالحق في الجواب أن يقال مدرك هذه المعاني
الوحدانية لا بد أن يكون قوة حيوانية غير حالة في الأجسام و لا يلزم أن يكون عقلية
كما مر
و منها أنه سئل أن ما قيل
إن الصور الكلية إذا حصلت لشيء صار ذلك الشيء بها عقلا أمر عجيب[2]فإن الشيء إنما يصير عقلا بأن يتجرد
غاية التجرد و كيف يدخل على شيء غير مجرد ما يجرده فإن قوله يصير به الشيء عقلا
معناه يصير به الشيء مجردا فأجاب بأن معنى صار ليس أنه صار حينئذ بل معناه أنه دل
على كونه كذلك- و هذه كلمة يستعمل مجازا.
أقول إنما ارتكب الشيخ هذا التجوز البعيد[3]لأن النفس الإنسانية عنده مجرد عقلي من أول الفطرة حين
حدوثها في الشهر الرابع للجنين و ليست كذلك كما سبق بل إنها في أوائل الأمر خيال
بالفعل عقل بالقوة ثم يصير بتكرر الإدراكات و انتزاع
[1]أي ليست الخوف و المحبة و نحوهما من المعاني الجزئية
بجسمانيات و لا متقدرات بالنصف و الثلث بأن يقال خوف هذا شبر و خوف ذاك نصفه أو
ثلثه أو ربعه فكيف يحل في الجسم أي في الوهم الذي هو حال في الروح البخاري الدماغي
الذي هو جسم لطيف، س ره
[2]هذا القول يقال في النفس حيث يطلق عليها العقل بالملكة و
العقل بالفعل- فيطالب الوجه في إطلاق العقل على النفس و العقل و النفس متخالفان و
قسيمان في تقسيم الجواهر إلى الخمسة فيجاب بأن تسميتها بالعقل تسمية المحل باسم
الحال فإن الصورة العقلية إذا حصلت لشيء صار ذلك الشيء بها عقلا، س ره
[3]ليس ببعيد على مذهبه فإن ما يقال النفس مجردة لتجرد عارضها
ليس تجرد العارض تجردها بل كاشف عنه فإن تجرد الحال كاشف عن تجرد المحل، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 112