responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 65

و هي أن الحاكم على الشيئين يجب أن يكون مدركا لهما لأن الحكم عبارة عن التصديق بثبوت أمر لأمر أو سلبه عنه و ذلك لا يتم إلا بتصور الطرفين فلا بد أن يكون الحاكم يتصور لذينك الأمرين الذين حكم على أحدهما بالآخر حتى يمكنه ذلك الحكم إذا ثبت هذا فنقول إذا أدركنا شخصا من الناس و علمنا أنه فرد من الإنسان الكلي و ليس بفرد من الفرس الكلي فالحاكم على الإنسان الجزئي بكونه جزئيا للإنسان الكلي- و غير جزئي للفرس الكلي لا بد و أن يكون مدركا لموضوع الحكم و هو جزئي و لمحموله و هو كلي فإذن المدرك للجزئيات بعينه هو المدرك للكليات قال فهذه نكتة قاطعة لا يرتاب فيها من له قليل فهم و لا أدري كيف ذهل عنها السابقون مع حذاقتهم هذا كلامه.

أقول سبحان الله هل وجد آدمي في العالم بلغ إلى حده في وفور البحث و التفتيش- و كثرة التصانيف و الخوض في الفكر ثم بعد عن الحق‌ [1] هذا البعاد و احتجب عن البصيرة هذا الاحتجاب حتى عمي عن ملاحظة نفسه في أفاعيلها المختلفة بعضها من باب التفكر و بعضها من باب الحس و بعضها من باب الحركة و لم يعلم أن النفس هي المدرك العاقل الشام الذائق الماشي النامي المتغذي المشتهي الغضبان و غير ذلك و هي الفاعلة لهذه الأفاعيل الكثيرة بآلات مختلفة و لها أيضا أفعال و انفعالات بلا آلة كتصورها لذاتها و تصورها للأوليات و استعمالها للآلات إذ لا آلة بينها و بين استعمالها للآلة فأي مفسدة ترد على الحكماء في أن تفعل أو تدرك النفس بعض الأشياء بذاتها و بعضها بالآلة فتدرك هذا الشخص الإنساني بالحس و تدرك الإنسان المعقول بالذات ثم تحكم على ما أدركته بالحس بما أدركته بالذات فتقول هذا الشخص إنسان و كأنه بطول إمامته و عرض مولويته ظن إدراك الشي‌ء بالآلة معناه أن المدرك حينئذ يكون هي آلة النفس و لا شعور و لا خبر للنفس عن ما تدرك بالآلة و هذا من أسوإ الظنون حيث‌ [2] زعم أحد أن في‌


[1] حتى وقع في ورطة إبطال القوى و الطبائع كما هو طريقة قومه الأشاعرة، س ره‌

[2] أي بالقوم أن بعض الظن إثم و حاصل كلامه 65 أن من الذي أنكر هذا فإن القوم أيضا اعتقادهم أن المدرك للكليات و الجزئيات هو النفس إلا أن الكليات بذاتها و الجزئيات بآلاتها لأن الآلات مدركة للجزئيات و النفس لا خبر لها بالذات و لعلاقة مجازية- ينسب درك الجزئيات إليها و كلام ذلك الإمام يدل على أن اعتقاده في حق السابقين هذا المعنى المعوج و الرأي المحرف و اعتقاد نفسه أيضا كان هكذا طول عمره حتى انكشف له المطلوب في الأواخر لكن معنى إدراك الجزئيات بالآلات على طريقة القوم أنها منطبعة في الآلات و تلك الآلات مع ما فيها معلومة بالحضور للنفس لا أنها ينعكس من الآلات إلى النفس أو لا تنطبع الصور الجزئية في المجرد و أما على طريقته قدس سره فهو أن انطباعها في القوى بل قيامها بها قياما صدوريا عين قيامها بالنفس لأنها شئونها الذاتية، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست