responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 66

شخص واحد من الإنسان يوجد و يتحقق جماعة كثيرة من أهل الإدراك كل واحد منها يختص بنوع من الإدراك أحدها يسمع و الآخر يرى و الثالث يذوق و الرابع يشم- و الخامس يلمس و السادس يتخيل و السابع يتوهم و هكذا في باب الحركة بعضها يتصرف و بعضها يجذب و بعضها يدفع و بعضها يهضم و بعضها يشتهي و بعضها يغضب- و هكذا في سائر القوى و ليس للنفس اطلاع على هذه الأفعال و الانفعالات إلا إدراك ذاتها و صفاتها الحالة بجوهر ذاتها و هذا خلاف الوجدان و البرهان.

أما الوجدان فلأن كل واحد منا يعلم أنه العاقل المتخيل الشام الذائق الكاتب المتحرك الجالس و أما البرهان فلأن النفس بإرادتها تبصر و ترى و تلمس و تستعمل آلاتها الجزئية- عند أغراض كلية أو جزئية أما الأغراض الجزئية فظاهرة كمن يريد الحركة لرؤية فلان و أما الغرض الكلي فكمن يريد الحركة إلى المعلم لأن يتعلم منه علوما عقلية- و المستعمل للآلة الجزئية بالإرادة و لا بد أن يدركها.

و أيضا البرهان قائم على أن المدرك للصور الجزئية الحاصلة في الحواس ليس هو إلا النفس دون الحس و دون آلته إذ المدرك للشي‌ء لا بد و أن يدرك ذاتها [1] في ضمن ذلك الإدراك كما مر بيانه و ليس للجسم و لا قوة يقوم به إدراك ذاته و كل راجع إلى ذاته‌ [2] في إدراكه فهو روحاني البتة فثبت بهذه الوجوه و أمثالها أن النفس الناطقة


[1] أي يكون ذاته حاضرة لذاته إذ الإدراك هو الحضور و لذلك يمكن له أن يقول إنما يدرك بهذا الشي‌ء و التصديق فرع تصور الطرفين، م ره‌

[2] أي مدرك لذاته في إدراكه غيره، م ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست