responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 323

و تدبيره للقلب المؤيد و النفس الزكية المطمئنة تدبير الوالد للولد البار و الزوجة الصالحة- و تدبيره للقلب المنكوس و النفس الأمارة بالسوء تدبير الوالد للولد العاق و الزوجة السيئة- فمنكر لهما من وجه و منجذب إلى تدبيرهما من وجه إذ لا بد له منهما فالروح العلوي يهم بالارتقاء إلى مولاه تشوقا و حنوا و تنزها عن الأكوان و من الأكوان القلب و النفس فإذا ارتقى الروح يحنو القلب حنو الولد الحسن البار إلى الوالد و يحنو النفس إلى القلب حنو الوالدة الحنينة إلى ولدها و إذا حنت النفس ارتقت من الأرض- و انزوت عروقها الضاربة في العالم السفلى و انكوى هواها و انجسمت مادتها و زهدت في الدنيا و تجافت من دار الغرور و أنابت إلى دار الخلود و قد تخلد النفس التي هي الأم إلى الأرض بوضعها الجبلي لكونها من الروح الحيواني المجنس و مستندها في تكونها إلى الطبائع التي هي أركان العالم السفلى قال تعالى‌ وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ‌ فإذا سكنت النفس التي هي الأم إلى الأرض انجذب إليها القلب المنكوس انجذاب الولد الميال إلى الوالدة المعوجة الناقصة دون الوالد الكامل المستقيم و ينجذب الروح إلى الولد الذي هو القلب لما جبل عليه من انجذاب الوالد إلى ولده فعند ذلك يتخلف عن حقيقة القيام بحق مولاه و في هذين الانجذابين يظهر حكم السعادة و الشقاوة ذلك تقدير العزيز العليم‌

و قال أبو سعيد القرشي‌

الروح روحان روح الحياة و روح المماة فإذا اجتمعا عقل الجسم‌ [1] و روح الممات هي التي إذا خرجت من الجسد يصير الحي ميتا و روح الحياة ما به مجاري الأنفاس و قوة الأكل و الشرب و غيرهما.

و قال بعضهم النفس لطيفة مودعة في القالب‌

منها الأخلاق و الصفات المذمومة كما أن الروح لطيفة مودعة منها الأخلاق و الصفات المحمودة و كما أن العين محل الرؤية- و السمع محل الأذن و الأنف محل الشم و الفم محل الذوق فهكذا النفس محل الأوصاف الذميمة و الروح محل الأوصاف المحمودة و جميع أخلاق النفس و صفاتها من أصلين الطيش و الشره و طيشها من جهلها و شرهها من حرصها و شبهت النفس في‌


[1] في بعض النسخ الخطية عقد الجسم،

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست