responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 10

غير موضوع إلا لذلك الوجود الإضافي و لم يوضع هذا الاسم لكنه حقيقة الجوهر النفساني بحسب معناه المشترك أو المختص بل من حيث إضافة التدبير و التصرف للأبدان- و وجود المضاف بما هو مضاف وجود تعلقي مقيس إلى شي‌ء آخر فالإضافة النفسية مقيسة إلى البدن فلذلك يؤخذ البدن في حد النفس لكونه داخلا في تقوم وجودها التعلقي الإضافي كما يدخل وجود البناء في قوام البناء و يؤخذ في حده و لا يؤخذ في حد الإنسان- فإن الحدود بإزاء الوجودات‌ [1] فللإنسان بما هو إنسان وجود و له حد بإزائه يعرف به و لا يدخل في حده الإنسان و لا شي‌ء من الجوهر و جنسه لأنه من مقولة المضاف و الإنسان من مقولة الجوهر و المقولات متباينة بتمامها فشي‌ء منها لا يدخل في حد شي‌ء من الأخرى فالنظر في النفس بما هو نفس نظر في البدن و لهذا عد علم النفس من العلوم الطبيعية الناظرة في أحوال المادة و حركاتها فمن أراد أن يعرف حقيقة النفس من حيث ذاتها مع قطع النظر عن هذه الإضافة النفسية يجب أن ينظر إلى ذاتها من مبدإ آخر [2] و يستأنف علما آخر غير هذا العلم الطبيعي و لو كنا عرفنا بهذا ذات النفس لما كان العلم بوقوعها في أي مقولة [3] وقعت فيها مشكلا فإن من عرف حقيقة الشي‌ء و فهم ذاته‌


[1] أي حاكية لها و إنها تقدر بقدرها لا أن الوجودات معرفات حتى يرد أن التعريف للماهية و بالماهية و أن الوجود لا حد له، س ره‌

[2] هو المبدأ الفاعلي كالأول تعالى و العقول الفعالة لأن ذوات الأسباب لا تعرف إلا بأسبابها، س ره‌

[3] حيث إنهم اختلفوا فيه فقال بعضهم إنها المزاج فتكون من مقولة الكيف 10 كما اشتهر من جالينوس و إخوانه قالوا فما دام البدن على ذلك المزاج الذي يستحقه بحسب نوعه كان مصونا عن الفساد فإذا خرج عن ذلك القدر من الاعتدال بطل 10 و قال جماعة منهم إمام الحرمين إن النفس أجسام لطيفة نورانية سارية في البدن سريان الماء في الورد و النار في الجمر و ذلك الساري هو المخاطب و المثاب و المعاقب و الحافظ لهذا الهيكل المحسوس و إذا فارقه سارع إلى التلاشي 10 و قال أكثر المعتزلة و جماعة من الأشاعرة- إن النفس هذا الهيكل المحسوس 10 و قال نظام النفس جزء لا يتجزى في القلب و بالجملة قد تعددت آراء أهل الكلام تعددا كثيرا حتى قيل إنها بلغت إلى قريب من أربعين مذهبا ليس على واحد منها دليل قطعي و أشهر مذاهبهم القول بأنها أجزاء أصلية في البدن من أول العمر إلى آخره أقول و العجب أن من انتسب إلى العقل كيف يقول بهذه الأقاويل- و أنى يرضى بهذا القدر من العلم فهؤلاء نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ‌ فالحق ما قاله المحققون من الحكماء و المكاشفون من العرفاء إنه جوهر مجرد مدبر للبدن حافظ له و سيأتي براهينه و المنور له الذي ليس بأقل من كثير من الأدلة أن يستشعر الإنسان أن أصل كل مركب كوني من المواليد هو العناصر و يرجع هذا المركب و الإنسانية إلى العناصر- و يسويه مع العناصر الخارجة عنه و ينظر أنه هل يسوغ عقله أن يسند العلم و الحكمة و القدرة- مما يستأهل الإنسان الكامل بها لخلافة الله تعالى إلى التراب و الماء و النار و الهواء و المزاج- حاشاه حاشاه عن ذلك فليفتش في التراب يفز بجوهرة كريمة هي أمر رباني و سر سبحاني- و أما مذاهب الأقدمين من الحكماء فسينقلها المصنف قدس سره من الشفا و يأولها فانتظر، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست