responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 3

و هو الجرح و فائدته الإعلام و الإظهار [1] فمن قال إن الكلام صفة المتكلم‌


[1] الكلام الذي عندنا من الأمور الاعتبارية التي دعت إلى اعتبارها الحاجة الاجتماعية- فإن المجتمعين من الإنسان في حاجة اضطرارية إلى إعلام بعضهم لبعض ما في ضميره و لو فرضنا إنسانا عاش عيشه انفرادية لم يحس إلى التكلم حاجة و لا تكلم البتة و كذلك أيضا نجد الحيوان عند كل نوع منها من الأصوات المفهمة لمقاصده في الجملة بمقدار حاجته الاجتماعية في سفاد أو إفراخ أو تربية أفراخ أو دفاع أو غير ذلك.

و قد ابتدأ ظهور الكلام بمعنى إعلام ما في الضمير على ما يعطيه التدبر في حال الحيوان بإراءة نفس الشي‌ء أو الفعل المقصود إعلامه كالدجاجة تلتقط بمنقارها الحبة بمرأى من أفراخها فتتبعها الأفراخ في الالتقات ثم شفعت الفعل بنوع من الصياح ثم اقتصر على الصوت وحده و فهمت الأفراخ منه مقصودها و كذلك الأمر في الإنسان ثم اختلف الأصوات باختلاف المقاصد و انفصلت الكلمات بعضها من بعض و تشعبت التراكيب و ظهرت اللغات- و قويت دلالة اللفظ الموضوع على المعنى بكثرة التداول إلى حد كان المتكلم يلقي نفس المعنى إلى سامعه من غير وساطة اللفظ و كان السامع يجد المعنى بغير وساطة.

هذا إجمال القول في ظهور الكلام عندنا و به يظهر أن اللفظ وجود اعتباري لمعناه- و أن التكلم إيجاد اعتباري للمعنى الذي في ضمير المتكلم ليستدل به السامع العالم بالوضع- على المعنى المقصود و اعتباريته من جهة اعتبارية الدلالة كما عرفت و الغاية فيه إعلام ما في الضمير و من هنا يظهر أن الفعل لما دل بخصوصيته على خصوصية ذات فاعله في كماله- دلالة حقيقية كان كلاما لفاعله كاشفا عما في ضميره يصدق حد الكلام عليه نهاية الأمر أن الدلالة هاهنا حقيقية غير اعتبارية و بذلك يتبين أن وجود كل ممكن كلام لله سبحانه و هو في صورة الأمر بالنسبة إلى نفس ذلك الوجود كما قال تعالى‌ إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‌ و في صورة الخبر بالنسبة إلى غيره من الموجودات و إذا كان تاما في وجوده كان كلاما تاما و كلمة تامة له تعالى قال تعالى‌ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ‌ و قال‌ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ‌، ط مد ظله‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست