[1]الإضافة بيانية هذا في المتكلم الإمكاني غني عن البيان و
أما في المتكلم الوجوبي فلما كان تكلمه عين ذاته فهو مصدر لكل كلمة تكوينية فضلا
عن اللفظية و تكلمه صفة نفسية أي نفس ذاته المتعالية مؤثرة لأن جميع الكلمات
التامات و ما دونها آثار ذاته معربة عن الضمير الذي هو غيب الغيوب و من قال تكلمه
خالقيته للكلام إن أراد هذا الإعراب و بالكلام العقول التي هي الكلمات التامات
لكان حسنا كما أن من قال بالكلام النفسي إذا أراد جامعية ذلك الوجود البسيط الأقدس
جميع الكلمات بمصداق واحد بسيط لكان موجها و كذا قول القائل-
إن الكلام لفي الفؤاد و إنما
جعل اللسان على الفؤاد دليلا
،س قده
[2]المراد بكونه مصدر صفة كذا كونه منشأ و محتدا لها كما
سنشير إليه و قوله لأنه مشتق من الكلم و هو الجرح استدلال على كون معنى التأثير مأخوذا
فيه و هو استدلال أدبي لا يعبأ به في الأبحاث البرهانية و في قوله صفة نفسية مؤثرة
إشارة إلى إرجاع معنى الكلام و هو بظاهره صفة فعلية متأخرة عن الذات إلى الصفة
الذاتية التي هي عين الذات و ذلك بتفسير التكلم بكون الذات بحيث يؤثر في الغير
بإعلامه ما في ضميره فيرجع بالحقيقة إلى الحيثية الذاتية التي هي القدرة و هي عين
الذات.
لكن فيه أن ذلك مما لا يختص بصفة التكلم وحدها بل يجري في جميع
الصفات الفعلية كالخلق و الإبداع و الإحياء و الرزق و الرحمة و المغفرة و غيرها
فإن الفعل بما أنه فعل لما كان صدوره عن خصوصية خاصة في ذات الفاعل و بين الفعل و
تلك الخصوصية حمل الحقيقة و الرقيقة كان من الجائز أن يحمل الصفة المأخوذة من
الفعل على الفاعل بما في ذاته من الخصوصية غير الخارجة من ذاته فتكون الصفة غير
خارجة عن الذات كالخالق- و الرازق الحاكيين عن كون الذات بحيث يصدر عنه الخلق و
الرزق و أن تحمل على الفاعل بما له من الفعل فتكون منتزعة عن الفاعل في مقام الفعل
زائدة على ذاته.
فالحق قصر الصفات الذاتية الثبوتية في الحياة و القدرة و العلم و
إليه يرجع السمع و البصر و عد سائر الصفات صفات فعلية ثم بيان رجوعها جميعا إلى
الصفات الذاتية بإرجاع معانيها إلى حيثية الصدور كما تقدم، ط مد ظله
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 2