responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 145

بأصناف الزينة و صوره‌ [1] بأنواع التصاوير ناسيا ذكر ربه بسبب نسيان نفسه و عدم حضور قلبه مشتغلا ببطنه و فرجه ليس له هم إلا هم شهوته أو حشمته.

و العجب منه أنه متى دخل بيت غني فيراه مروقا بالصبغ مموها بالذهب- فلا ينقطع تعجبه و لا يزال يصف حسنه و يثني على من صنعه و صوره و تراه غافلا عن بيت الله العظيم و عن ملائكته الذين هم سكان سماواته فلا يلتفت إليه بقلبه و لا يعرف من السماء إلا بقدر ما يعرف البهيمة أن فوقها سطحا أو بقدر ما يعرف النملة من سقف بيته- و لا يعرف من ملائكة السماوات و لا من تصاويرها العجيبة إلا بقدر ما يعرف النملة من نفوس سكان البيت و نقوش تصاويرهم في حيطانه فما هذه الغفلة العريضة

اى بيضه مرغ لا مكاني‌

 

اى هم تو سفيده هم تو زرده‌

بگشا پر و بال و پس برون پر

 

زين گنبد چرخ سالخورده‌

 

[2] و ما هذا النوم الغالب على أكثر الناس و السكر


[1] أي صور جسمه بعلاوة تصوير نفسه المنطبعة بكل الصور الثمانية و الأربعين المشهورة و انتقاش جسمه بصور الأشياء كنفسه كما يقول بعض الإشراقيين، س قده‌

[2] موجبها الإعراض عن الحكمة الإلهية و الرياضية سيما أشرف الرياضيات و هو الهيئة- فلم يعلموا من السماوات إلا لونا و لا من الكواكب إلا برقا و شرقا بل لم يعلموا من السماوات شيئا لأن ذلك اللون لون كره البخار و الدخان و أما أنها ما هي و هل هي و لم هي و ما هيولاها و ما صورتها و طبيعتها الخامسة و نفسها المنطبعة و الكلية و غير ذلك من أحكامها فما شموا منها رائحة و ذلك لأن همهم بطنهم و فرجهم و مبالاتهم بالرئاسة في عالم الطبيعة على أهله- و لم يتدبروا في خلق السماوات و لا في خلق أنفسهم و في عظمتها حتى يستحقروا الدنيا.

و لا في دوامها و دوام ملكوتها حتى يستقصروا ألف سنة من العمر عائشين فضلا عن تذكر عظمة مبدعها و سرمدية وجوده و دوام بقاء النفس إما متنعمة و مسرورة بلقاء الله و إما متعذبة و محرومة فإذا قايست مدة مديدة من عيش البدن الطبيعي إلى بقاء النفس المفارقة لم تجد نسبة إذ لا نسبة للمتناهي إلى غير المتناهي و إن كان كألف دورة من فلك الثوابت و كذا إذا عرفت عظمة نفسك القدسية و قايست عظمة الدنيا إليها نعم من لا يرى الجبل يستعظم الجمل و أما من يراه بجنبه فيستصغر فاصعد بخيالك النوري إلى الأفلاك و انظر نظر مستحصر متعجب إلى الربع الأرضي المكشوف من الماء و إلى ديدانه التي تدب عليه فإن الخلق بما هم خلق هكذا ما شأنهم في إخلادهم إلى الأرض و تفاخرهم بمالكيتهم فيها و أنه كم قدرها و قدر متصرفها- و بخلاف ذلك كم أقدار الأفلاك و كم أقدار كواكبها غير المحصورة فإن كثيرا من الكواكب- مقدار كل واحد منهما أضعاف تمام الأرض.

و انظر بنظر باطنك مقاديرها العظيمة لا كما تراها بنظرك الظاهر أضواء صغيرة ضعيفة- و انظر حركاتها المتفننة بعضها إلى المغرب على خلاف التوالي و بعضها إلى المشرق على التوالي- و انظر اختلاف حركاتها سرعة و بطوءا فبعضها يتم دوره في سنة و بعضها في اثنتي عشرة سنة- و بعضها في ثلاثين سنة و بعضها ينتهي في البطء إلى أن يتم دوره في خمسة و عشرين ألف سنة و مأتين في مقابلة ما ينتهي في السرعة إلى أن يتم دوره في أربعة و عشرين ساعة و بعضها في غير هذه و انظر ثبات أوضاع الكواكب الثابتة كل مع الآخر دائما و تبدل أوضاع السيارات تبدلا منسفا و أنها مظاهر دوام الله و مجالي قدرة الله و تربيته.

بل اصعد بعقلك إلى عالم نفوسها المنطبعة التي هي خيال الإنسان الكبير الذي كانت الأفلاك و ما فيها بدنه و إلى نفوسها الكلية التي بها تدرك الكليات و المفارقات ثم ارقأ إلى عالم العقول الكلية و الأنوار القاهرة من الطبقتين الطولية و العرضية التي هي وجودات بسيطة محيطة أولات وحدات جمعية من رآها فقد رأى الله لأنها من صقع الربوبية غلبت عليها الأخلاق الإلهية و استهلكت فيها أحكام السوائية إذ ليس فيها الحالة الانتظارية و الإمكانات الاستعدادية و حينئذ امتثلت قول القائل-

اى بيضه مرغ لا مكاني‌

 

اى هم تو سفيده هم تو زرده‌

بگشا پر و بال و پس برون پر

 

زين گنبد چرخ سالخورده‌

 

و صرت من السابحات سبحا في بحار عظمته و الصافات صفا بين يديه بشرط الاستقامة و التمكن في المقام فإن مراتب الاستكمال ثلاث التعلق و التخلق و التحقق و إن شئت قلت أربع الخطرة و الحال و الملكة و التمكن فاستقم كما أمرت، س قده‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست