responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 107

منه إلا الجاعل القيوم له.

و إذ قد علمت أنه ذاته تعالى علم بما سواه على أحسن الوجوه لكون الصورة العلمية للأشياء هي عين ذاته تعالى فللأشياء قبل وجودها الكوني صور علمية إلهية لها وجود إلهي قدوسي و كل وجود إلهي بالضرورة يكون في غاية الحسن و البهاء فإذا تحقق مثال تلك الصور في عالم الكون وجب أن يكون أبهى و أشرف ما يمكن في عالم الكون و إذا رتبت الأشياء كان ترتيبها أجود الترتيب و أشرف النظام فيبتدي من أشرفها وجودا كالعقول الفعالة ثم يتلوه ما هو أنقص منه قليلا كالنفوس الفلكية ثم صورها المنطبعة و هكذا متدرجا إلى أن ينتهي إلى أنقص الموجودات و أدونها فيقطع سلسلة الأبداع في النزول عنده و لا يتخطى إلى ما دونه لعدم إمكان ذلك فهو نهاية تدبير الأمر المشار إليها بقوله تعالى‌ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ‌ ثم تفيض عنه بالامتزاج- بين المواد الحسية و وقوع الحركات و الاستحالات الصور النوعية المتعاقبة على تفاوت مراتبها على القوابل بحسب الاستعدادات و إعداد الحركات فلا يزال يترقى الوجود في الصعود إلى قرب المعبود من الأرذل إلى الأفضل حتى ينتهي الأفضل الذي لا أفضل منه في هذه السلسلة الصعودية كما قال سبحانه‌ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ‌ فعنده يقف ترتيب الخير و الجود و به يتصل دائرة الوجود فهذا أحسن وجوه الصنع و الإيجاد حيث يجعل المصنوع بحيث يبلغ إلى غاية ما أراد به الصانع- من الخير المترتب عليه و لا خير في صنعة صانع أفضل من أن يكون الغاية المؤدية إليها ذلك الصنع هي ذات الباري جل ذكره فالعالم كله صار بهذا الترتيب كشخص واحد أوله الحق و آخره الحق و صورته صورة الحق بل تمامه الحق كدائرة واحدة أولها النقطة و آخرها النقطة بل كلها النقطة

و في كل شي‌ء له آية

 

تدل على أنه واحد

 

[1] السيالة من ذاتها في ذاتها إلى ذاتها فسبحان‌


[1] و إلى هذا أشار من قال النقطة تحركت طولا فصارت خطا و الخط تحرك عرضا فصار سطحا و السطح تحرك عمقا فصار جسما فهذا تمثيل لما ذكر فالنقطة السيالة راسمة للكل كما أن الآن السيال راسم للزمان و الحركة التوسطية راسمة للقطعية فكل من الثلاثة بمنزلة الروح لمرسوماتها و هذه من باب أنها آيات الحقيقة كما قيل-

و في كل شي‌ء له آية

 

تدل على أنه واحد

 

و لما أوهم التشبيه أردف الكلام بالتنزيه بقوله فسبحان ذاته تأسيا في ذلك الجمع- بقوله سبحانه‌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، س قده‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست