responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 6  صفحه : 91

بالوجود كما إذا سمي إنسان بالوجود و من البين أنه لا أثر لهذه التسمية في الأحكام- و إن هذا القسم راجع إلى أن الواجب ليس الوجود الذي الكلام فيه و يلزم أن يكون الواجب ذا ماهية و قد مر أن كل ذي ماهية معلول و على الثاني و هو أن يصدق عليه صدقا عرضيا فلا يخفى أن ذلك لا يغنيه عن السبب بل لا يستدعي أن يكون موجودا- و لذلك ذهب جمهور المتأخرين من الحكماء إلى أن الوجود معدوم.

أقول منشأ هذا الإشكال الذهول عن حقيقة الوجود و آحاده و أعداده و عن معنى عرضية المفهوم العام الانتزاعي للهويات الوجودية فإن كون هذا العام المشترك عرضيا ليس معناه أن للمعروض موجودية و للعارض موجودية أخرى كالماشي بالقياس إلى الحيوان و الضاحك بالقياس إلى الإنسان بل هذا المفهوم عنوان و حكاية للوجودات العينية و نسبته إليها نسبة الإنسانية إلى الإنسان و الحيوانية إلى الحيوان فكما أن مفهوم الإنسانية صح أن يقال إنها عين الإنسان لأنها مرآة لملاحظته و حكاية عن ماهيته و صح أن يقال إنها غيره لأنها أمر نسبي و الإنسان ماهية جوهرية.

و بالجملة الوجود ليس كالإمكان حتى لا يكون بإزائه شي‌ء يكون المعنى المصدري حكاية عنه بل كالسواد [1] الذي قد يراد به نفس المعنى النسبي أعني الأسودية و قد يراد ما يكون به الشي‌ء أسود أعني الكيفية المخصوصة فكما أن السواد إذا فرض قيامه بذاته صح أن يقال ذاته عين الأسودية و إذا فرض جسم متصف به لم يجز أن يقال إن ذاته عين الأسودية مع أن هذا الأمر العام لكونه اعتبارا ذهنيا زائد على الجميع.

إذا تقرر هذا فلنا في الجواب أن نختار في الترديد الأول الشق الأول و هو أن الوجود حقيقة الذات قولك في الترديد الثاني إما أن يكون ذلك الوجود ما يفهم من‌


[1] إنما مثل للحقيقة البسيطة النورية بالسواد و لم يمثل بالنور العرضي أو البياض مثلا مع أنهما أنسب للإشارة إلى تلاشي التعينات و محو نقوش الأغيار في تلك الحقيقة

و قوله ع: الفقر سواد الوجه في الدارين‌

و

: عليكم بالسواد الأعظم‌

يشيران إلى هذا و أيضا السواد يناسب الظلمة و في الظلمات عين الحياة إن الله خلق الخلق في ظلمة ثم رش عليهم من نوره، س قده‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 6  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست