نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 46
فلا علية له للنفس و إلا لكانت الأجسام كلها ذوات نفوس كذلك و أما
القوة الجسمانية سواء كانت نفسا أخرى أو صورة جسمية[1]أو عرضا جسمانيا فاستحال كونها علة لنفس لأن
تأثيراتها بتوسط الوضع فلا وضع لها بالقياس إلى ما لا وضع له.
و أيضا الشيء لا يوجد لما هو أشرف منه و لا شك أن النفس أقوى
تجوهرا- و أشرف وجودا من سائر القوى الجرمانية فموجدها لا محالة شيء مقدس عن
المواد و الأجرام فهو الواجب جل ذكره إما بلا واسطة أو بواسطة شيء من عالم أمره و
كلمته.
و هاهنا إشكالان
أحدهما أن قولهم إن القوى الجسمانية لا تفعل و لا تنفعل إلا بتوسط
الوضع مستلزم لأن لا ينفعل و لا يوجد جسم و لا صفة له من المبادي المفارقة- إذ لا
يتصور وضع بين المادي و المفارق.
و ثانيهما أنه يلزم أن لا يؤثر البدن و أحواله في النفس لتجردها
عنه.
و الجواب عن الأول أن الأجسام و المواد نفسها[2]هي الموجودة المنفعلة
[1]المراد بالصورة الجسمية الصورة النوعية و هو ظاهر أراد قدس
سره إبطال هذا بوجه آخر هو حديث مدخلية الوضع و إلا فيلزم المحذور الأول أيضا و هو
كون الموضوعات- و المحال كلها ذوات نفوس إنسانية لأن العلة المستقلة لها كمال قرب
و معية بمعلولها فلو كانت القوى علة لنفس إنسانية كانت العلة هي الصور النوعية و
الأعراض الجسمانية و النفوس النباتية و الحيوانية اللواتي في الأبدان الإنسانية و
إذا كان كذلك لزم ما ذكرنا أيضا نعم لا يلزم ذلك في علية نفس إنسانية منفصلة لنفس
إنسانية منفصلة أخرى أو نفس فلكية لنفس إنسانية و تبطل بحديث توسط الوضع، س قده
[2]فلو توسط الوضع في انفعالها في أصل ماهياتها لقبول
وجوداتها عن المبادي توسطت المادة بين نفسها و نفسها إذ كلما توسط الوضع في انفعال
المواد عن القوى الجسمانية توسطت المادة في تحصيل الوضع ثم الوضع في حصول التأثير
و التأثر فلو توسط الوضع في حصول نفس المادة عن المفارق لزم توسط الشيء لنفسه و
لزم تقدم الشيء على نفسه فتوسط الوضع في حصول نفس المادة موقوف على توسط المادة و
توسط المادة هنا محال و الموقوف على المحال محال- و أيضا المفارق له إضافة إشراقية
إلى المواد و الأجسام لا إضافة مقولية فكيف يتصور الوضع هنا و أيضا ذوات الأوضاع
بالنسبة إلى المبادي العالية المفارقة فضلا عن مبدإ المبادي ليست بذوات أوضاع كما
أنها من هذه الجهة ليست بزمانية و لا مكانية بل كالآن و النقطة، س قده
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 46