نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 424
إيضاح عرشي
اعلم أن حقيقة الأبصار ليست كما هو المشهور و فهمه الجمهور أنه إما
بانطباع شبح المرئي في العضو الجليدي و انفعاله عنه كما قاله الطبيعيون و لا بخروج
الشعاع على هيئة مخروط بين العين و المرئي سواء كان الشعاع جسما موجودا في الخارج
أو شيئا آخر و لا كما اختاره الشيخ المقتول من أن للنفس بواسطة البدن و وضعه
بالقياس إلى الصورة المادية يقع علم حضوري لتلك الصورة المادية إذ الكل باطل عندنا
كما فصل في مقامه بل حقيقة الأبصار عندنا هي إنشاء النفس[1]صورة مثالية حاضرة عندها في عالم التمثل[2]مجردة عن المادة الطبيعية و نسبة النفس
إليها نسبة الفاعل
[1]ما ذكره قدس سره في الأبصار يجري في مدركات سائر الحواس
كالمشمومات و المذوقات و الملموسات و هي جميعا مدركة في الحس المشترك كما سيأتي في
علم النفس و مدركات هذه القوة من سنخ واحد و ليس بإدراك حضوري بل علم حصولي و من
الدليل على كونه حصوليا وقوع الخطإ و الغلط في المبصرات و المسموعات و الملموسات و
غيرها و لا يكفي في كون الأبصار حضوريا تمثل الصورة المبصرة عند النفس لأن مطلق
الصورة العلمية أعم من الكلي و الجزئي و المحسوس و غيره كذلك و إنما الملاك في كون
العلم حصوليا اعتبار حضور الماهية في الذهن بنفسها لا بوجودها الخارجي، ط مد ظله
[2]و كما تنشأ النفس في مقام البصر صورة زيد مثلا كذلك تنشأ
صور وضعه و حيزه و قربه و بعده و نحوها و ليس إنشاؤها على سبيل الاختيار و الرؤية
بل فطرها الله عليه و كون هذه الصور مثالية و في عالم التمثل تكون صرفة بلا مادة
لأن المدرك لا بد أن يكون وجوده للمدرك و لكن حدوثها و بقاؤها مشروطان بحضور
المادة و بهذا و بكونها مدركة للمشاعر الظاهرة تمتاز عن صور موجودة في عالم المثال
لأنها تدرك بالحس الباطن فهذان العالمان الصوريان بعد اشتراكهما في التجرد في
الجملة و امتيازهما عن عالم الصور المادية ممتازان بما ذكرنا كل عن الآخر فلو سمي
الصور المحسوسة المشروطة بحضور المادة بعالم هورقليا- و الأخرى بعالم المثال فرقا
بينهما في الاسم أيضا لكان حسنا و إن كان كلا الاسمين مطلقين في القديم على المثل
المعلقة المسماة بالخيال المنفصل أيضا تشبيها بالخيال المتصل ثم إن الفرق بين
مذهبه قده و مذهب الطبيعيين بعد اشتراكهما في كون المبصر بالذات هو صورة أخرى- غير
الصورة التي في المادة أن الصورة عندهم قائمة بقوى النفس قياما حلوليا و عنده
قائمة بالنفس قياما صدوريا و أن الصورة فائضة على القوى من واهب الصور عندهم و من
النفس عنده لكونها من عالم القدرة و الملكوتقُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي،س قده
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 424