نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 4
الربوبية و الحكمة الإلهية و لما كان أفضل نعم الله الفائضة على خلقه
و أشرف عطياته التي آتاها من لدنه عبدا من عباده هو الذي سماه الله في كتابه
المنير بالخير الكثير أعني الحكمة الإلهية و المعرفة الربوبية و لا شك أنها
السعادة العظمى و البهجة الكبرى- و بتحصيلها ينال الشرف الكبير و السيادة العليا
التي تفوق سائر الدرجات الرفيعة و الكمالات المنيعة و كل من آتاه الله نعمة يجب
بحسبه عليه شكرا و إحسانا فيجب على من آتاه الله رحمة من عنده و علمه من لدنه علما
و أفاده قوة في هذا العلم يمشي به في أرض الحقائق و نورا يهتدي به في ظلمات
البرازخ السفلية و جناحا يطير به إلى أوج العوالم العلوية و بصيرة أراه بها ملكوت
السماوات و الأرض كما قال تعالى-وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ
وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَأن
يسارع إلى شكر نعمة الله و جوده و يبادر إلى إظهار كرمه و رحمته امتثالا لقوله
تعالى-وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ
رَبِّكَ فَحَدِّثْو استجلالا
بالمزيد إحسانه كما ذكرهلَئِنْ
شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْمن إيضاح هذه
المطالب المهمة و كشف هذه المقاصد العلية لينتفع بها العباد و يترتب عليها صلاح
المعاد.
ففي هذا العلم يظهر مقامات الرجال و درجات الأحوال في المال فإن تيسر
لأحد فقد حصل له الخير الأتم و الكمال الأعم و إن سطره في كتاب ففيه الأجر الجزيل
و الذكر الجميل فيوشك أن يجعل من ورثة جنة المتقين و أن يكون له لسان صدق في
الآخرين و ذلك لأن إرشاد أبناء الجنس[1]من
الطالبين من أعظم القربات إلى رب العالمين و هو من شعار الأنبياء المرسلين سلام
الله على نبينا و آله و عليهم أجمعين
[1]لم يقل أبناء النوع إذ المراد الجنس اللغوي أو للإشارة إلى
ما هو التحقيق من جنس بحسب الباطن نوع واحد بحسب الظاهر كما حقق في مباحث المعاد،
س قده
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 4