نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 396
شهوات قلوبهم و دواعي نفوسهم و كل من كان كذلك كان فعله فعل الحق و
قوله قول الصدق إذ لا داعية في نفسه تخالف داعي الحق بل يستهلك إرادته في إرادة
الحق و مشيته في مشية الحق و مثال طاعتهم لله سبحانه و لأمره- مثال طاعة الحواس
فينا للنفس حيث لا تستطيع خلافا لها فيما شاءت النفس و لا حاجة في طاعتها للنفس
إلى أمر و نهي أو ترغيب و زجر بل كلما همت الناطقة بأمر محسوس- امتثلث الحاسة لما
همت به و قصدته دفعه مع أن هذه الحواس واقعة في عالم آخر- غير عالم الجوهر العقلي
منا لأنها نازلة عنه في الملكوت الأسفل فكذا طاعة الملائكة- الواقعة في ملكوت
السماوات لله سبحانه لأنهم المطيعون بذواتهم لأمره المستمعون بأسماعهم الباطنة
لوحيه المستشعرون بقلوبهم النورية لعظمته الوالهون في ملاحظة جماله و جلاله و حيث
إنهم لا يستطيعون خلافا و لا تمردا ولا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما
يُؤْمَرُونَيأتمرون بأمره
و ينتهون بنهيه بل يفعلون حسبما يفعله و يتركون حسبما يتركه فهؤلاء العباد
المكرمون يكون حركاتهم و سكناتهم و تدبراتهم و تصوراتهم كلها بالحق و من الحق فهذا
أصل.
[الأصل الثاني]
و اعلم أيضا أن الشيء كما يحدث في القابل من جهة أسباب قابلية و
مباد خارجية و أوضاع جسمانية كما تحدث السخونة في جسم قابل من مصادفة مسخن خارجي
كالنار مثلا كذلك قد تحدث فيه لا من استعداد مادي و جهات قابلية بل من سبب فاعلي و
أمر علوي و مبدإ باطني كما تحدث السخونة في بدن الإنسان من جهة نفسه عند تصورها
لأمر هائل أو انبعاث إرادة غضب منها فيسخن البدن عند ذلك غاية السخونة- من غير
حضور مسخن خارجي و كما يحدث برودة في أعضاء البدن ليس سببها أمرا طبيعيا و لا
قاسرا خارجيا بل من جهة خوف و نحوه في النفس و كذلك تخيل الأمر الشهواني يحرك
الأعضاء و يحدث رطوبة و إن لم يكن ذلك عن امتلاء طبيعي و أسباب معدة طبيعية فهكذا
حال مادة العالم و بدن الإنسان الكبير بالقياس إلى نفسه المدبرة له- في وقوع
الأمور النادرة منها و جريانها في هذا العالم لا على المجرى الطبيعي و لا من جهة
سبق الأسباب الطبيعية المعدة إياها بل مع كون الأسباب السابقة مخالفة إياها
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 396